فقدت الاهتمام بكل شيء، ولا أعرف السبب!

0 37

السؤال

أنا في آخر سنة من المرحلة الثانوية، وتعتبر هذه بداية لمستقبلي، وقبل أن أبدأ هذه السنة كان عندي طموح وهدف أريد تحقيقه، لكن الآن تغير كل شيء، فقدت الاهتمام بكل شيء في حياتي!

أنا أصلي وأقرأ القرآن الحمد لله، لكن لا أعرف لماذا يحصل معي كل هذا! مع العلم بأني إن استمريت على هذا الحال فحلمي وحياتي ستضيع، دائما ما أسأل نفسي عند عملي لأي شيء ماذا سأستفيد؟! لا أرى أهمية لأي شيء أقوم به.

أنا خائفة، ولا أعرف ماذا أفعل؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Esraa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يعينك على النجاح، وأن يحقق لك الآمال فيما يرضيه.

لا يخفى على أمثالك وبناتنا الفاضلات أن الإنسان لا بد أن يكون له هدف، ويفضل أن يكون هذا الهدف مكتوبا ومحددا، وأنت ولله الحمد في هذه المرحلة الثانوية أول ما نوصيك به أن تجتهدي في أن تتفوقي، ومن المهم جدا أن تكون معالم الهدف أيضا واضحة، فاستعيني بالله تبارك وتعالى، وتشاوري مع المعلمات صاحبات الخبرة، أو تواصلي مع موقعك، اعرضي الأفكار التي عندك حتى نتناقش معك فيها، واجتهدي دائما في أن الهدف ينبغي أن يكون سهل المنال، والخطوات إليه محسوبة ومرسومة، فالإنسان يفعل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى.

وتعوذي بالله من العجز والكسل، فإن العجز نقص في التخطيط والكسل نقص في التنفيذ، ولا تقفي أمام هذه المشاعر السالبة، واستعيني بالله تبارك وتعالى، واعلمي أن من استطاعت أن تصل لنهاية المرحلة الثانوية تستطيع أن تكمل؛ لأن الذي وفقها حتى وصلت هذه المرحلة هو الله، فكوني مع الله تبارك وتعالى، اجتهدي في طاعته، واسأليه المعونة والتأييد، واجتهدي دائما في تنظيم وقتك، ولا يأخذ منك هذا الموضوع أكثر من وقته؛ لأنه قد يشغلك عن الاجتهاد والتفوق، واعلمي أن أي هدف في الحياة يحتاج إلى تفوق وعلو همة ورفعة في الدرجات، وأنت لن تندمي أبدا كلما حققت تفوقا، لكن الندم يأتي إذا حصل من الإنسان تقصير وانشغال بأمور لم يدركها، والإنسان ما ينبغي أن ينظر إلى الماضي بحسرة، يعني: البكاء على اللبن المسكوب لا يرده ولا يفيد، كما ينبغي للإنسان ألا يحاول عبور الجسر قبل أن يصل إليه.

فإذا الإنسان ينبغي أن يخطط بلا شك في أن يكون له هدف، ولكن ينبغي أن يمشي بخطوات محسوبة، ومن أهم ما نوصيك به الاهتمام بالمذاكرة والتركيز عليها، ثم لا مانع بعد ذلك من الانتهاء من الاختبار، وأن تتناقشي، أو أثناء هذا أن تضعي ما عندك من مواهب، حتى نتعاون جميعا في تحديد معالم الطريق، وأعتقد أن المعلمات معك في المدرسة – أو كذا – هم أعرف الناس بما عندك من قدرات، ويمكن الاستفادة من توجيهاتهن في تحقيق الأهداف التي تريديها.

ومعلوم أن الإنسان ينبغي أن يختار الهدف في الميدان الذي يحبه ويميل إليه، كما قال ابن حزم: بعد أن يتعلم الإنسان ما يصحح به عقيدته وعبادته وتعامله، قال: يختار لون من العلوم تستريح له النفس. فهذا مما يعين على النجاح بعد توفيق ربنا الكريم الفتاح سبحانه.

مواد ذات صلة

الاستشارات