السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أتزوج بفتاة لا تريدها والدتي، وترفض زواجي منها؛ لأنها قوية وعنيدة بعض الشيء على أهلها، والفتاة وعدتني بأن تغير نفسها من أجلي، ولا أستطيع العيش مع فتاة أخرى؛ لأني أحبها كثيرا، فكيف أقنع والدتي؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أتزوج بفتاة لا تريدها والدتي، وترفض زواجي منها؛ لأنها قوية وعنيدة بعض الشيء على أهلها، والفتاة وعدتني بأن تغير نفسها من أجلي، ولا أستطيع العيش مع فتاة أخرى؛ لأني أحبها كثيرا، فكيف أقنع والدتي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل-، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، وإنما شفاء العي السؤال، ونسأل الله أن يهدي الفتاة المذكورة لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.
أول ما نوصيك به هو أن تجتهد في إرضاء الوالدة، وأرجو أن تجد من العمات والخالات وصديقات الوالدة والدعاة والداعيات من يستطيع أن يقنع الوالدة حتى توافق على مشروع الزواج.
كما أرجو أن تظهر الفتاة المذكورة –ويظهر أن الوالدة تعرفها– ما فيها من الصفات الجميلة، وما فيها من طيبة وأخلاق جيدة للوالدة.
ونقف هنا لننظر أيضا للأسباب التي لأجلها ترفض الوالدة، فإذا كانت أسبابا شرعية؛ فإن طاعة الوالدة مقدمة، أما إذا لم تكن هناك أسباب شرعية، ولم يكن في هذه الفتاة ما يعاب من الناحية الشرعية، فلا مانع من أن تكمل المشوار معها، شريطة أن تجتهد في إرضاء الوالدة، وتلزمها بأن لا تظهر للوالدة إلا الود والخير، وهذا فعل الفتاة الذكية التي تريد مصلحتها، فينبغي أن تعرف أن قلوب البررة لا يمكن أن تصل إليها إلا ببر آبائهم والإحسان إلى أمهاتهم.
هذه معاني أرجو أن تكون واضحة أمام الفتاة المذكورة، وعليه أرجو أن تبدأ:
أولا: بالدعاء.
ثانيا: إدخال من يقنع الوالدة.
ثالثا: مطالبة الفتاة وأهلها بأن يحسنوا صورتهم، وتتواصل أمها مع الوالدة، وتسأل عن صحتها إذا كان ذلك متاحا، وكانت على معرفة بها.
نتمنى أن تجتهد أنت في إرضاء الوالدة، وتبين لها أن رضاها غاية وغال عندها، وأنك ستسعى أنت والزوجة في إرضائها، ولن تجد منكم إلا ما يسرها، ونحو ذلك من الكلام الذي يطيب خاطرها، واعلم أن الشرع الذي يأمرك ببر الوالدة هو الشرع الذي يأمرك بعدم ظلم الفتاة.
وإذا كان عندك مع هذه الفتاة في هذا التواصل بعض التجاوزات؛ فننصحك بالاستغفار والتوبة؛ ليكون هذا مفتاحا للخير، فإن طاعتك لله، والله سبحانه بيده قلوب العباد جميعا -قلب الوالدة وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها-، وما عند الله الرحمن الرحيم لا ينال إلا بطاعته، فنوصيك بالطاعة لله، والدعاء، والتوبة عن أي تقصير حصل، والاجتهاد في إرضاء الوالدة، وإظهار زيادة في البر والعناية والاهتمام بالوالدة، وأن تكون واضحا مع الزوجة في أن الوالدة هي رقم واحد ورقم اثنين ورقم خمسة، فأولى الناس بالرجل أمه، وأولى الناس بالمرأة زوجها، وأن إحسانها لوالدة زوجها سيكون مصدرا لرضاها عنها، ونحو ذلك من الكلام الذي يجلب الطمأنينة.
نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.