هل التجاوزات الشرعية هي سبب المشاكل بيني وبين خاطبي؟

0 27

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عشرينية، مخطوبة منذ أكثر من عامين من رجل ذي أخلاق، ومنذ خطبتنا وأنا أصلي صلاة الاستخارة بين الفترة والأخرى، والمشاكل تتفاقم وتزيد، علما أن أسباب الخلافات تافهة، وضوابط الخطبة لم تكن قائمة رغم محاولاتنا الكثيرة للابتعاد عن بعضنا، وكلانا يريد الصلاح للعلاقة ورضا الله عنها.

أنا وخاطبي متفاهمان جدا، ونحب بعضنا كثيرا، ونحتار لماذا كل هذه المشاكل بيننا، إلى اليوم الذي تكلم فيه عن عرضي كلاما سيئا لكن لا يقصده حسبما قال، وندم ندما شديدا، ووعدني بأن لا يعيد الخطأ، وسبب انفعاله أنه وجد رسالة أرسلتها له العام الماضي، أسأل فيها صاحب الدورة عن الدورة التعليمية، دون تجاوزات في الكلام.

سؤالي: هل من الصواب إتمام الخطبة والزواج مع شخص تكلم عن عرضي؟ وهل سبب المشاكل التافهة بيننا هي صلاة الاستخارة التي تبعدني عنه، أم التجاوزات الشرعية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك بنتنا، وشكرا لك على الاهتمام وحسن العرض للسؤال، والاهتمام على أن تقوم العلاقة على القواعد الشرعية.

ونحب أن نؤكد أن صلاة الاستخارة لا تباعد، كل لجوء إلى الله تبارك وتعالى يؤلف بين الزوجين، وفيه الخير، فالاستخارة والذكر لله تعالى والدعاء - والاستخارة دعاء - كل ذلك مما يجلب الخيرات، أما الذي يجلب النفور والصعوبات هو المخالفات الشرعية.

وعليه نحن ننصح بما يلي:
- الاستمرار في الدعاء والإلحاح في الدعاء.
- ضبط العلاقة في هذه المرحلة بقواعد الشرع، فإن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا التوسع معها في الكلام، ولا التوسع معها في أمور لا تصلح إلا بين الزوجين، ولذلك أرجو تفادي هذه المخالفات، ثم بعد ذلك لا مانع من مناقشة أسباب المشكلات.

وما حصل منه خطأ، لكن الاعتذار فيه كاف، وإذا كان الاتصال كما ذكرت ولمجرد السؤال فليس له أن يسيء الظن، ولكن إذا كان قد اعتذر فإن الاعتذار ينبغي أن يقبل، وما بينكم أعتقد أنه أكبر وأهم من مثل هذه المواقف الصغيرة، خاصة بعد أن ذكرت أن الرجل صاحب أخلاق، وأنك راغبة في استمرار هذه العلاقة، وحصول المشاكل من الأمور الطبيعية، لأن فترة الخطبة إذا لم تكن العلاقة فيها على قواعد الشرع، وإذا طالت مرحلة الخطبة؛ فإن هذا مدعاة للمجيء بالكلام والمشكلات ومثل هذه الأزمات التي تحصل، والشيطان دائما لا يريد لنا الخير، ولا يريد لنا الزواج والحلال.

ولذلك أرجو أن تكملوا هذه العلاقة وفق قواعدها الشرعية، وينبغي أن يكون بينكما الاحترام المتبادل، واعلمي أنك لن تجدي شخصا بلا عيوب، كما أنه لن يجد فتاة بلا نقائص، فنحن بشر والنقص يطاردنا، ولكن طوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته الكثيرة، نرجو أن تكونوا كذلك.

إذا: نحن لا نؤيد إنهاء هذه العلاقة، ولكن نؤيد ضبطها بقواعد الشرع، وندعو إلى قبول الاعتذار، ونتمنى ألا يتكرر الخطأ منك أو منه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات