خطيبتي صوتها عال عند الحديث، فماذا أفعل؟

0 41

السؤال

السلام عليكم.

خطبت فتاة ذات دين وخلق، لكن فيها صفة لا أحبها، وهي أن صوتها عال عندما تتكلم، لا أعني أنها تصرخ، لكن طبيعة صوتها عال، وهذا لا أحبه، وأخبرتها أكثر من مرة أن تخفضه، علما أنها تربت وسط عائلة تتصف بهذه الصفة، فهل نصيحتي لها صحيحة؟ وكيف أعتاد ذلك الأمر؟

علما بأن ذلك طبيعة صوتها، وقد اعتادت عليه طيلة حياتها، وهي لأجلي تحاول خفضه، ولكن تشعر أحيانا أني أطلب منها أن تتكلم على وتيرة معينة كالإنسان الآلي، لكني لا أقصد ذلك، فما العمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الحرص على الخير، ونسأل الله أن يعين الفتاة التي خطبتها على كل أمر يرضي الله تبارك وتعالى.

لا شك أن الدين هو الأصل، والأخلاق والطيبة، والأسرة المميزة الحريصة على الخير، ونسأل الله أن يعوضك خيرا، ولا يمكن للإنسان أن يجد فتاة بلا عيوب ولا نقائص، كما أن الفتاة لن تفوز بشاب بلا نقائص ولا عيوب، فنحن بشر والنقص يطاردنا، وطوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته الكثيرة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- وجهنا في أمر النساء فقال عليه الصلاة والسلام:" لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر".

و-الحمد لله- أنت رضيت دينها، ورضيت خلقها، ووجدت في نفسك الميل إليها، فهذه نعم ينبغي أن تشكر الله تبارك وتعالى عليها، وعليك أن تستمر في النصح والتذكير، وعليك أن تحاول لكن دون أن تضايقها، لأن مثل هذه الأمور قد تحتاج إلى وقت طويل، وإذا كان الصوت من طبيعته وأصله مرتفعا، فهذا أيضا مما ينبغي أن تلتمس لها العذر، والتماسك للعذر لها لا يعني أنك تتوقف عن التذكير، وأعتقد أنها عرفت الذي تريده، فكن عونا لها على التخلص من هذه السلبية الصغيرة الوحيدة، وحاول دائما أن تبرز ما عندها من الإيجابيات؛ حتى ترتفع عندها المعنويات، واعلم أن تشجيعك لها هو السبيل الذي سيعينها على الانضباط في هذا الجانب الذي تنزعج منه.

وأرجو أن تعلم أن المرأة أحيانا طبقات الصوت عندها أكثر وحادة، ولذلك يظهر أنه مرتفع، لكن أنت قلت هذه طبيعة في العائلة، وصوتهم مرتفع، ونسأل الله أن يعينها على التخلص من هذه السلبية، حتى تكتمل فيها عناصر الخير كلها، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونذكرك ونذكر كل رجل بأن المرأة سيظل عندها العوج والنقص، والإنسان ينبغي أن يتحمل ذلك، لأن وجود العاطفة والانفعال عندها أيضا هذا له علاقة بما يحصل من صوت مرتفع، أو حاد، هذه كلها من الأمور التي نحتاج فعلا إلى أن يستمر التذكير فيها، لكن دون إلحاح، دون تضييق، دون تركيز عليها، كأنها مائة عيب، إنما ينبغي أن يكون التركيز على الإيجابيات، والتركيز على الإيجابيات له علاقة كبيرة بإزالة أي سلبية، في النجاح والتشجيع، فالنجاح يقود إلى النجاح، والتشجيع هو أكبر وسائل العون للإنسان على أن يتخلص مما عنده من السلبيات، فنسأل الله أن يعينكم على الخير، وأن يؤلف بينكم، وأن يغفر الزلات والذنوب، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات