السؤال
وأنا صغيرة رسمت زوجة أبي في عقلي صورة شنيعة عن أمي، وأنا الآن بعيدة عن أمي كثيرا، مع أنها تعيش معي في نفس البيت، لكن لا يوجد أي كلام أو أي شيء بيني وبينها، ومع هذا دائما تترضى علي، لكن أتمنى يوما أن أحس بشيء من الحب تجاهها، ماذا أعمل؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يرزقك محبته ومحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ومحبة أمك وبرها والإحسان إليها.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فإنه ومما لا شك فيه أن كلام زوجة أبيك قد ترك أثرا واضحا على عاطفتك، خاصة وأنت صغيرة، وهذا ما يعرف بالبرمجة أو غسيل المخ، حيث تترك الأفكار والمعلومات التي يتلقاها الإنسان في صغره أثرها الواضح في تكوين نفسيته، وبالتالي علاقاته.
إلا أنه ورغم ذلك فإنه قد ثبت علميا بأن بمقدور الشخص أن يتخلص من ذلك إن هو رغب في ذلك، مع شيء من المجاهدة وإعادة النظر في حق الطرف الآخر وما يقدمه له، وقد يساعد على ذلك أيضا الشخص الآخر نفسه، حيث يحاول أن يحسن صورته لدى الطرف المبرمج ويغمره بعطفه وحنانه، حتى يساعده على تصحيح الصورة ووضع العاطفة في وضعها الصحيح.
لذا أقول: لا ينبغي لك أن تستسلمي لهذا الماضي، وعليك أن تجتهدي في مقاومته والتخلص منه، وأن تتقربي من أمك وأن تجعليها تضمك إلى صدرها وتغمرك بعطفها وحنانها، ولا مانع من إشعارها بظروفك وما تمرين به من أحوال نفسية أنت في حاجة لمساعدتها في تخطيها.
إذن على أمك دور لابد أن تقوم به، وهو إشباعك عاطفيا وضمك بصدق وأمانة وحنان إلى صدرها، وإغراقك بالقبلات الصادقة حتى تساعدك، وأنت كذلك لك دور وهو ضرورة إقناع نفسك بأن الصورة المرسومة في ذهنك عن والدتك ليست حقيقية أو صادقة، وكرري دائما بينك وبين نفسك أن أمي يستحيل أن تكرهني، وأنها أحرص الناس على مصلحتي وسعادتي، ثم تمارسين بعض الأنشطة المصاحبة كالضم والتقبيل خاصة اليد والرأس، ولا مانع من تقبيل القدم إن استعطت.
ثم فوق ذلك كله الدعاء والإلحاح على الله أن يملأ قلبك بمحبتها، وأن يعينك على إكرامها وبرها والإحسان إليها، والأمر قد يستغرق بعض الوقت، ولكن تأكدي من أنك سوف تنجحين في ذلك، وأهم شيء حسن المعاملة والطاعة قدر استطاعتك، والانسجام معها والتحدث المستمر إليها، وستتعافين مما أنت فيه، وتشعرين بالحب الصادق نحوها قريبا إن شاء الله.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق.