حصلت على فرصة وظيفة ممتازة وتركتها، والآن أنا نادمة!

0 33

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أعمل في وظيفة، وحصلت لي مشاكل هناك وكرهتها كرها شديدا، واستخرت الله وتركتها.

بعدها جاءني كره وخوف شديد من العمل، ولكني قمت أسعى وأجتهد لأبحث عن عمل آخر لعل الخوف يزول.

علما بأني أحافظ على صلواتي -ولله الحمد-، فحصل لي بعدها بسنة تقريبا فرصة لوظيفة ممتازة، وفرح والدي، وطلب مني أن أقبل، واستخرت الله كثيرا، ولكني كنت أتذكر كل الأمور السيئة التي حصلت لي في السابق، فلا أستطع أن أذهب، مع أني والله حاولت ولكن أصابني أرق وخوف شديدين، وبكاء، ولم أستطع، وحزن والدي على حالي.

بعد مضي شهور عديدة، وبفضل من الله تحسن حالي -ولله الحمد- وزال الخوف، وأنا أدعو الله أن يرزقني بوظيفة أفضل من الوظائف التي عرضت علي في السابق.

سؤالي هو: هل هناك إثم علي بسبب عصياني لوالدي وعدم قبول الوظيفة؟ علما بأني نادمة على عصياني لوالدي، وعلى تركي لفرصة عمل ممتازة ولكن حالتي النفسية كانت سيئة جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام ببر الوالد والحرص على رضاه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يملأ قلبك طمأنينة وسكينة، وأن يلهمك السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.

لا يخفى عليك أن المؤمنة مبتلاة، وأكثر الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم، نسأل الله أن يجعلنا وإياك ممن إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر، ونحمد الله الذي بلغك العافية وهذا فضل من الله يحتاج إلى الشكر، ونوصيك بكثرة الدعاء، ثم بالمواظبة على أذكار الصباح والمساء فإنها تنفع فيما نزل، وتمنع مما لم ينزل بتوفيق الله، فالمحافظة على الأذكار والحرص على كثرة الدعاء، والمواظبة على الصلاة والطاعات، وكثرة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكثرة الاستغفار، والإكثار من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وترداد دعاء نوح، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، هذه وغيرها من الطاعات هي مفاتيح للطمأنينة والخير، فنسأل الله أن يفتح عليك أبواب الرزق.

أنت بلغت العافية -ولله الحمد- وهذا مما يساعد الوالد، واعلمي أن الوالد أو الوالدة همهم أن تكوني سعيدة، أن تكوني بصحة جيدة، ولا تتأثري بالذي حدث فإنه ليس على المريض حرج.

الإنسان لا يحاسب على ما حصل له بأمور خارجة عن إرادته، فربنا العظيم لا يكلف نفسا إلا وسعها، لا يكلف نفسا إلا ما آتاها، ولذلك أرجو أن تتعوذي بالله من شيطان همه أن يجلب لنا الأحزان، همه أن يحزن الذين آمنوا، ونسأل الله أن يسعدك في عملك، وأن يوفقك لبر والديك وأن يلهمك السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.

مرة أخرى نؤكد أن الشيطان لن يتركك فإذا حاول أن يذكرك الفرص وما حصل فلا تبكي على اللبن المسكوب، واستقبلي الحياة بأمل جديد وبثقة في ربنا المجيد، واعلمي أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا، والإنسان عليه أن يرضى بما يقدره الله تبارك وتعالى، ثم يبحث عن العلاج في الرقية الشرعية، والأدوية، ومقابلة الأطباء، فبذل الأسباب مطلوب ثم بعدها يحصل التوكل على الكريم الوهاب.

نحب أيضا أن تصححي الفكرة فليس كل مكان عمل فيه أشرار، وأيضا ما ينبغي أن تفكري في ما مضى، فكم من إنسان تعب في عمل ثم سعد في العمل الآخر، وكم من إنسان جاءته فرص وتركها لأن الله يريد له الخير، فما يقدره الله لنا هو الخير.

قال عمر بن عبدالعزيز: كنا نرى سعادتنا فيما يقدره الله، وقال عمر: لو كشف الحجاب فما تمنى الناس إلا ما قدر لهم؛ فنسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

هذا، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات