السؤال
منذ مدة عانيت من نوبة هلع -على حد علمي- وتخطيتها، لكن بعد أيام بدأت أشعر بالخوف والقلق والتوتر طوال النهار، وكأن شيئا ما ينقصني، وبعد فترة بدأت أخاف من الموت، وقرأت عن الفصام، مما زاد خوفي أكثر، أفكر في زيارة طبيب نفسي لكني مترددة من الدواء، وهل يمكن أن أتحسن إذا ذهبت؟ وهل يمكنكم أن تنصحوني وتخففوا عني عبئي هذا؟ ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورهان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
الذي أصابك هو نوبة هلع كما تفضلت، والذي يظهر لي -بل هو واضح- أنه في الأصل لديك قابلية لما يعرف بقلق المخاوف، هذا الخوف والتوتر والقلق الذي يأتيك وهذه المخاوف التي ظهرت عليك، كالخوف من الموت والخوف من مرض الفصام، هي في الواقع مخاوف ذات طابع وسواسي، وهي ليست خطيرة أبدا، تزال عن طريق التحقير وصرف الانتباه عنها وتجاهلها، حين تأتيك هذه الأفكار مباشرة قومي بتحقير الفكرة، بل مخاطبة الفكرة مخاطبة مباشرة، مثلا تقولين: أنت فكرة حقيرة، أنا لن أهتم بك، وتكررين هذا عدة مرات، ثم بعد ذلك تصرفين انتباهك لفكرة أخرى، أي تستبدلين فكرة الوسوسة والخوف بفكرة أخرى، فكرة تكون أكثر إيجابية وجمالا، هذا نسميه بصرف الانتباه.
وهنالك تمرين ثالث: وهو أن تربطي بين الفكرة وإيقاع الألم على نفسك، مثلا أن تضربي يدك بشدة وقوة على سطح صلب كسطح الطاولة مثلا، تكرري هذا عدة مرات تربطين ما بين إيقاع الألم من خلال الضرب على اليد والإتيان بالفكرة مباشرة، هذا التمرين يكرر 10 إلى 20 مرة، في كل جلسة، أو حين التعامل مع أي فكرة ذات طابع وسواسي، وفيها شيء من القلق والخوف أيضا، هذه تمارين جيدة ومفيدة، وأرجو أن تطبقيها وتستفيدي منها، وتحرصي على أن تتخلصي من الفراغ، وأن تجتهدي في أن يكون وقتك مليئا بما هو مفيد، التواصل الاجتماعي، القراءة، الاطلاع، الزيارات المفيدة، قراءة القرآن، أن تكون لك أهداف في الحياة، وأن تضعي الآليات التي توصلك لأهدافك، هذه كلها طيبة وجيدة، عليك أيضا بتطبيق تمارين الاسترخاء هذه التمارين مفيدة، يمكنك أن تقرئي عنها في الانترنت وتتخيري أحد البرامج الموجودة على اليوتيوب، والتي توضح كيفية القيام بهذه التمارين.
تمارين التنفس المتدرجة وتمارين قبض العضلات وشدها ثم استرخائها مفيدة جدا، وهي سهلة التطبيق، طبعا إذا قمت بزيارة طبيب نفسي هذا لا بأس به، لكن أعتقد أن الطبيب سوف يقوم بنفس الإرشادات والتوجيهات التي ذكرتها لك.
تناول الدواء سوف يكون مفيدا، بل مكملا للعلاج، ومن أحسن الأدوية الدواء الذي يعرف باسم استالبرام -هذا هو اسمه العلمي-، ويسمى تجاريا سيبرالكس، وربما يوجد في بلادكم تحت مسمى تجاري آخر، أنت تحتاجين للجرعة الصغرى وهي أن تبدئي بـ 5 مليجرام، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، تتناولين جرعة البداية هذه لمدة 10 أيام، ثم تجعلين الجرعة حبة واحدة يوميا 10 مليجرام لمدة شهرين، ثم تخفضينها إلى 5 مليجرام يوميا لمدة 10 أيام، ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة 10 أيام أخرى، ثم توقفي عن تناول الدواء، الدواء سليم وفاعل، وليس له أي تأثير سلبي على الهرمونات، كما أنه لا يؤدي إلى الإدمان.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.