السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور الفاضل، أتمنى أن تكون بصحة جيدة، أريد استشارتك لو سمحت.
مشكلتي: أعاني من الخوف من الظلام لدرجة كبيرة، وقد حاولت التغلب على خوفي فلم أستطع، أنام في الغرفة مع خالتي وإخوتي، ولأنني أسهر بحكم أنني لا أستطيع النوم سريعا بسبب التفكير، وعندما ينامون أشعر وكأنني وحيدة في الغرفة، فيتملكني الرعب، ولا أستطيع نزع الغطاء عن وجهي، أو رجلي، أو عن أي جزء مني صيفا وشتاء، وعلى طول السنة، أحس أنني إذا تغطيت أكون في أمان قليلا!
من بين الأعراض التي تأتيني في الليل عند خوفي: أتعرق، وأرتعب أحيانا، وتصبح نبضات قلبي متسارعة، وأشعر وكأن نفسي بدأ يقل، وقد حاولت مرارا نزع الغطاء، لكنني لم أستطع.
أشعر بالطمأنينة عندما يكون أحد ما معي في الغرفة مستيقظا، أحيانا أضطر إلى مناداة خالتي في الغرفة لكي تستيقظ ريثما أنام.
كما أني أخاف من الجن، ولدي كثرة التخيلات وأحلام اليقظة، وأتخيل نفسي أني أقع في مشاكل دائما، وأني تأذيت بدرجة كبيرة، وأتخيل الموقف كاملا، وأنه تم نقلي للمستشفى، وقد حضرت العائلة، أو كأنني سأقتل، أو سأنقل لمستشفى الأمراض العقلية.
أحس بأني أسمع أصواتا وضجيجا داخل عقلي، وكأن شخصين أو أشخاصا يتحدثون، وينتقلون من موضوع إلى موضوع، وكأن طرفا من عقلي يطرح الأسئلة، وطرفا يجيب، وأكون أنا محايدة للطرفين.
لو أخبرت أحدا بما أفكر فيه سيقولون بأني مجنونة!
أخاف مع مرور الوقت أن تسوء حالتي ونفسيتي أكثر وتؤثر على حياتي، ورغم كل هذا فأنا إنسانة اجتماعية، أظهر دائما مرحي، وأنني نشيطة، ولا أطلع أحدا على ما يدور في خاطري ونفسي، فما العلاج؟
وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمينة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنرحب بك -أختنا وبنيتي الفاضلة- عبر إسلام ويب من خلال طرح هذا السؤال.
كنت أتمنى لو ذكرت لنا عمرك؛ لأن مثل هذه الأعراض يجب أن تفهم وفق المرحلة العمرية للإنسان الذي يعاني منها، وعلى كل: فالكثير مما ورد في سؤالك إنما هي حالة من القلق والتوتر، والذي يتجلى عندك بشكل خاص في الخوف في المساء عند النوم، مع الأعراض البدنية المختلفة من تسارع نبضات القلب، وبطء التنفس، والتعرق، إلى آخره، إلا أن كل هذا يخف عندك، وتشعرين بالراحة عند وجود أحد معك في الغرفة.
إن الكثيرين ممن يعانون من القلق والتوتر يرتاحون كثيرا عند وجود شخص آخر معهم كي يطمئنوا لوجوده، وبالتالي تخف عندهم هذه الأعراض.
أختي الفاضلة أو بنيتي: إن علاج هذا إنما هو عبر ما يسمى بالعلاج السلوكي، وهو التخفيف من الإجراءات التي تقومين بها لتجنب هذه المواقف، ومنها: ألا تنامي إلا بوجود شخص مستيقظ معك، فيمكنك أن تبدئي بتخفيف هذا، وتحاولي مجددا أن تنامي دون وجود أحد في الغرفة، ولكن يمكنك أن تبقي الباب مفتوحا مع وجود أشخاص آخرين في غرفة أخرى، فهذا يمكن أن يعطيك بعض الاطمئنان، ورويدا رويدا ستجدين نفسك قد خرجت من هذا القلق والتوتر.
أما ما ورد في سؤالك من أنك تسمعين أصواتا، وكأن هناك شخصين يتحدثان، أو يكلمانك، أو تراودك بعض الأفكار أو الخيالات التي تتصورينها، فيمكن لهذا أن يكون له علاقة وثيقة بالقلق والتوتر الذين سبق الحديث عنه، ولكن يمكن أن يكون بداية لشيء آخر، لذلك أنصحك بأن تقومي بما ذكرت لك من محاولة السيطرة قدر الإمكان على القلق والتوتر، فإن خفت الأعراض، وتحسن الحال، فهذا ما نريده، أما إذا استمرت الأعراض، وخاصة الأفكار الغريبة التي تأتيك، وسماع الأصوات، فعندها أنصحك بزيارة عيادة لطبيب نفسي، أو أخصائية نفسية، ليس بالضرورة أن يكون طبيبا نفسيا، وإنما أخصائية لتأخذ منك القصة الكاملة، وتقوم بفحص الحالة العقلية، وبالتالي ترشدك إلى ما هو مطلوب عمله.
أدعو الله تعالى لك بالصحة والسلامة، وانشراح الصدر، والتوفيق.