زوجتي تتهمني بالتقصير وبأني خطبتها طمعاً بأموالها!

0 3

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عقدت على امرأتي منذ شهرين، وحالتي المادية متوسطة، وأبي غير موجود ليعينني على تجهيز بيتي، أو لمساعدتي بالزواج بشكل عام؛ لذلك أنا في فترة قبل الزواج منشغل -بشدة- بتجهيز البيت، وخطيبتي مؤخرا صارت تتهمني بالتقصير معها، وتتطاول علي بأني خطبتها طمعا بأموال أبيها، وطمعا بأن معها شهادة، وتستطيع العمل، وبأنها لم تعد تتحمل، لأني لا أشتري لها هاتف آيفون عند بداية العلاقة، لأن كل الخاطبين برأيها يشترون لخطيباتهم آيفون، وعدتها بالآيفون، ووعدتها أن أفعل لها كل شيء تريده، وحلفت بالله أيضا، وقلت لها: فقط اصبري، لأني منشغل بتجهيز البيت، ولكن كل أسبوعين على هذا المنوال، وصارت كل فترة تقول: بأنه لا توجد منك فائدة، وأنت توعد وتخلف الوعد.

أنا بالصراحة أكره حفلات الأعراس المتواجد بها اختلاط، وأرى أيضا أن الصحيح أن يكون العرس يوما واحدا، ولكن قامت الدنيا ولم تقعد مع أهلها، لذلك صرت مجبرا أن يكون زمن العرس يومين، وفي هذا ثقل مادي علي، ومعصية لله، لأن الأعراس لدينا يتم فيها دخول العريس مع النساء، وأيضا الرقص والغناء والتبرج، والمكياج في مجتمعنا للأسف الشديد.

الخلاصة أني أعاني من أكثر من قضية في خطبتي فانصحوني، وأعطوني القول الصحيح، بارك الله فيكم، لأني لم أعد أستطيع التحمل، وصرت أرى أن الزواج هم وغم، ولا فائدة منه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يجمع بينك وبين الفتاة المذكورة على الخير وفي الخير.

أرجو أن نعلم أن طول مرحلة الخطبة أيضا يجلب مثل هذه الإشكالات، ونسأل الله أن يعين زوجتك أو خطيبتك وأهلها على طاعة الله تبارك وتعالى، ونحب دائما أن تكون هذه العلاقة مبنية على الوضوح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، والمراسيم الاجتماعية في الزواج تسبب مشكلات للشباب بكل أسف، والزواج في الحقيقة ليس هما ولكنه نعم من الله، لكن الهم والغم والأحزان هذه المناسبات المتعددة يكون الزواج يومين أو ثلاثة وما يصاحبه من إسراف، وما يصحبه من معاصي ومخالفات، هذا هو الذي ينبغي أن تجتهد في النصح لمخطوبتك ولأهلها بخصوصه.

كل أمر قد يهون إلا الأمور التي تجلب المخالفة والغضب لله تبارك وتعالى، وليت كل متزوج أو متزوجة أدركوا أن هذه الحفلات التي فيها معصية لله خصم من رصيد سعادتهم؛ لأن الحياة ما ينبغي أن تبدأ بالمعاصي لله تبارك وتعالى، فاجتهد في إقناعها بترك تلك الممارسات الخاطئة، وبين لها أيضا أنك تسعى في التجهيز وإعداد المنزل وهذه هي الأساسيات، وليت الناس أدركوا أن توفير الأموال للأزواج والزوجات الجدد يعينهم على بناء الحياة بطريقة صحيحة بدلا من إسراف الأموال وتضييعها في مظاهر، ثم بعد ذلك يبقى على الزوج وعلى زوجته الهموم والغموم والأحزان والهم مصدر إزعاج ومصدر توتر داخل الأسرة، فكيف إذا كان الهم والغم سببه الديون التي يضعها الإنسان على نفسه من أجل فقط مراسيم اجتماعية، يحاول مجارات الناس فيها وإرضاء الناس! ورضا الناس غاية لا تدرك، والمؤمن ينبغي أن يجعل همه إرضاء الله تبارك وتعالى.

نحن طبعا لا نؤيد إنهاء العلاقة لأن هذا ليس فيه مصلحة، ولكن نعتقد أن أمثالكم من الشباب المتعلمين ينبغي أن يكون لهم دور في تقليل تكاليف الزواج، في التفاهم حول هذه الأمور، وحبذا لو شجعت هذه المخطوبة حتى تتواصل مع الموقع، وحتى تسمع التوجيهات.

علينا أن نعلم أن المباهات في المهور وفي الأعراس لو كانت مكرما وشرفا لسبقنا إليها رسولنا الكريم، فقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم باليسير، وزوج بناته باليسير، بل زوج بعض أصحابه بخاتم من حديد، وزوج بعضهم بما يحفظ من كتاب الله المجيد، فما يقدمه الشاب للفتاة ليس ثمنا لبناتنا، بناتنا غاليات، لكن هو صداق يدل على صدقه، هي مسألة رمزية، والمهر ليس فيه قيمة المرأة، بناتنا أغلى، ولكن هو عبارة عن تكرمة وعبارة عن عطية، وعن شيء يدل على صدق الرغبة -كما ذكرنا-، وينبغي أن يدرك الناس هذه المعاني الشرعية، ونسأل الله أن يعينك على تجاوز هذه الصعاب.

نؤكد أن هذه مرحلة تكون صعبة؛ لأن فيها تدخلات، ولأن ثقافة المسلسلات جعلت الناس يحاولون اختبار بعضهم في الكرم وفي هذه الأمور في هذه المرحلة، ونحن نريد أن نقول هناك فرق كبير بين أن يكون الإنسان كريما على زوجته وبين أن يكون مسرفا متجاوزا للحدود التي حددها الله تبارك وتعالى، والمبذرين إخوان الشياطين.

نسأل الله أن يعيننا على تجاوز هذه العادات السلبية التي تشوش على الشباب بل تمنع كثيرين من إتمام هذه المراسيم الشرعية، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وان يعينك على الصبر، وأن يهدي هذه المخطوبة وأهلها لما يحبه ربنا ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات