السؤال
أنا طالب في كلية الهندسة، ذهبت إلى طبيب نفسي وشخص حالتي بأنها رهاب اجتماعي، وأعطاني نيوبريشن، وبعض أدوية أخرى أصابتني بفرط الحركة، وأتعبتني نفسيا، فتوقفت عن العلاج، وتركت الطبيب.
أريد حلا آمنا للعلاج من الرهاب الاجتماعي، وأريد معرفة نوع العلاج الذي كتبه لي، لأني لم أسمع به من قبل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب
ما دام قد تم تشخيص حالتك بالرهاب الاجتماعي فيجب أن تدخل في برامج علاجية سلوكية، هذه البرامج تقوم على مبدأ يعرف باسم التعريض مع منع الاستجابة السلبية، يعني أن تحدد الأوضاع والظروف والمواقف التي تحس فيها بالرهاب والخوف، تتعرض لها تدريجيا بمساعدة المعالج، أو مساعدة صديق مثلا، ويكون هذا التعريض تدريجيا كما ذكرت لك، وستحس بالقلق والتوتر في بداية الأمر، لكن بعد ذلك -إن شاء الله- تتحسن الأمور.
أهم شيء في علاج الرهاب الاجتماعي أن يصحح الإنسان مفاهيمه حول الرهاب، معظم الذين يحسون بالخوف الشديد في المواقف الاجتماعية، ويبدؤون في التجنب يعتقدون أنهم سيسقطون أرضا أو أنهم يرتجفون، أو أنهم يتصببون عرقا أمام الآخرين، هذا كله ليس بصحيح، وليس بدقيق أبدا، وبجانب البرامج العلاجية السلوكية هنالك أدوية وهي أدوية مفيدة جدا.
بالنسبة للمركب الذي أعطي لك وهو الـ (نيوبريشن Neopression) من وجهة نظري هذا نوع من المكملات الغذائية، هذا ما أعرفه حول هذا المركب، لكن الأدوية الممتازة لعلاج الرهاب الاجتماعي دواءان، أحدهما يعرف باسم (سيروكسات Seroxat) هذا هو اسمه التجاري واسمه العلمي (باروكستين Paroxetine)، والدواء الآخر يعرف باسم (سيرترالين Sertraline) وهذا هو الاسم العلمي والاسم التجاري (لوسترال Lustral) أو (زولفت Zoloft)، كلا الدوائين من الأدوية الممتازة جدا.
بالنسبة للدوائين: وهما الـ (سيروكسات/الباروكستين) والـ (سيرترالين) فأنا أرى أن السيروكسات سيكون الأفضل بالنسبة لك، والسيروكسات له مستحضر يعرف باسم (سيروكسات) والآخر يعرف (سيروكسات CR)، وهو الذي أفضله.
إذا تحصل على السيروكسات CR بجرعة 12,5 مليجرام، تناولها لمدة شهر، ثم اجعلها 25 مليجرام، وهذه هي الجرعة العلاجية بالنسبة لك، علما بأن الجرعة العلاجية في بعض الأحيان تكون حتى خمسين مليجراما في اليوم، لكن أنا أرى خمسة وعشرين مليجرام ستكون كافية جدا بالنسبة لك.
تناول هذه الجرعة العلاجية – أي خمسة وعشرين مليجراما – يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة مرة أخرى، واجعلها 12,5 مليجراما يوميا كجرعة وقائية، ثم اجعلها 12,5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم اجعلها 12,5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.
هو دواء سليم، دواء فاعل، وغير إدماني، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به. وتناول الدواء طبعا يجب أن تكون حريصا على التطبيقات السلوكية والاجتماعية التي ذكرناها سابقا.
إذا أردت أن تقابل الطبيب فلا بأس في ذلك أبدا، وإن أردت أن تتناول السيروكسات كما أوضحت لك وتطبق الإرشادات السابقة؛ فهذا أيضا يأتيك بخير ونفع كثير.
وبالله التوفيق.