أشعر بملل شديد وبثقل على قلبي، فما سبب ذلك وعلاجه؟

0 30

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أدرس في السنة الثانية في كلية طب الأسنان، أعاني من اكتئاب منذ سنتين تقريبا، وهذه ليست أول نوبة اكتئاب لي، ولكن الغريب في هذه المرة أنني أصبحت أضحك كثيرا وأتحدث كثيرا، ولا أستطيع المذاكرة، ولا حتى الاستماع للمحاضرات أثناء المحاضرة، أشعر بملل شديد، وبأن شيئا ثقيلا على قلبي، وأتشتت بسهولة، ولا أستطيع التركيز، وعندما أجبر نفسي على التركيز، لا أفهم شيئا من الشرح، وأتحرك كثيرا في مكان أو ألعب بالقلم مثلا، أو أفرك أصابعي، وحتى في الامتحانات لا أستطيع الجلوس لنهاية الوقت، والآن أصبحت حياتي متوقفة، لا أذهب إلى الجامعة كالمعتاد، واليوم عندي امتحان ولم أذاكر، وليست لدي طاقة لشيء، أصبحت أفكر في الانتحار، ولولا علمي بأنه كبيرة من الكبائر لكنت فعلتها منذ زمن بعيد.

سؤالي: من ماذا أعاني؟ وكيف أخرج من هذه الحالة؟ مع العلم بأن كل محاولاتي للخروج منها تبوء بالفشل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب.
أولا: في موضوع الانتحار -أيتها الفاضلة الكريمة- يقول الله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) الحياة طيبة وجميلة جدا، وأنت حقيقة في سن صغيرة، وحباك الله بالطاقات والمقدرات والمعرفة، فلماذا مثل هذا التفكير؟ مهما كانت هنالك صعوبات، ومهما كانت هنالك مضايقات نفسية وغير ذلك، فالانتحار لا يعتبر حلا أبدا، مجرد التفكير فيه مجرد الكلام عنه يزعجنا كثيرا، إضافة إلى ذلك أنك الحمد لله مسلمة، وستكونين طبيبة في المستقبل، أنا أرى أن الحياة -إن شاء الله تعالى- طيبة بالنسبة لك.

بالنسبة لحالتك وما وصفته بالاكتئاب، هذا يحتاج لشيء من التمحيص، والفحص الإكلينيكي من خلاله نستطيع أن نصل إلى التشخيص الدقيق، وهذا قطعا يتطلب أن تذهبي إلى طبيب نفسي، خاصة أنك ذكرت أنه بالرغم من وجود هذا الاكتئاب، فتأتيك نوبات من الضحك، ولديك كثرة في الكلام، ومن الواضح أنه لديك أيضا شيء من عدم التركيز، وأيضا ربما يكون لديك درجة بسيطة من فرط الحركة، فأنا أتوقع أنه قد يكون لديك هذه العلة، أي علة فرط الحركة، أو ربما يكون لديك درجة بسيطة مما يسمى بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، لا أرى أنه لديك الدرجة الكلية لهذا المرض، لكن قد يكون لديك درجة بسيطة، لا تنزعجي أبدا لكلامي هذا، فكل هذه الحالات إن وجدت تعالج، وتعالج بصورة ممتازة جدا، فتحدثي مع أهلك وذويك، واذهبي وقابلي أحد الأطباء النفسيين، وأنا متأكد أنه سوف يصل إلى تشخيص دقيق، وسوف يوجه لك الإرشاد اللازم.

وإن كان هناك حاجة لدواء بسيط سوف يكتبه لك، هذا هو الذي أنصح به، وأرجو أن تفيدينا بعد أن تذهبي وتقابلي الطبيب، جزاك الله خيرا.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات