السؤال
تزوجت مرتين، وفي المرتين حصل لي نفس الإجهاض، قبل الدخول في الشهر الثاني للحمل يحدث إجهاض، ومن بداية الحمل ينزل دم بني أو أحمر، كما أني لم أر كيسا للحمل أبدا؛ لأن الحمل ينزل قبل تكوينه، قبل ٤٠ يوما.
آخر مرة منذ سنة كل دكتور يقول الموضوع بيد ربنا، ولا يقبل أن يعطيني مثبتا أو سيولة؛ لأنه قد حصل لي قبل هذا حمل خارج الرحم في الأنبوب.
آسفة على أن كلامي غير منظم، لكني متعبة ولا أعرف ما السبب، ما الذي ينبغي علي فعله؟!
أرجو الإفادة، ولكم مني جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راضية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ليس معنى أن الدورة الشهرية تأخرت لأكثر من 35 إلى 40 يوما أن يكون هناك حمل، ولا يمكن التأكد من وجود حمل إلا بعد تحليل البول للحمل، وتكون النتيجة إيجابية، أو تحليل الدم لهرمون الحمل BhCG، وتكون النتيجة متصاعدة، أي تزيد إلى الضعف بعد 48 ساعة من الفحص الأول، أما أن تتأخر الدورة الشهرية ونقول أن هناك حملا وإجهاضا فهذا غير حقيقي.
وعدم وجود كيس حمل في السونار يؤكد أن تأخر الدورة الشهرية لحدود 40 يوما بسبب تكيس المبايض وعدم وجود تبويض، لكن في العموم فإن الإجهاض المتكرر في الشهر الثاني والثالث من الحمل له أسباب عديدة؛ ولذلك ننصح دائما بتأجيل الحمل بعد الإجهاض الأخير لمدة 6 أشهر على الأقل للتخلص من آثار الحمل الأول، ونسيان تجارب الحمل السابقة على أن تتم المتابعة مع استشاري عقم للحصول على نتيجة طيبة -إن شاء الله-.
ومن الأسباب التي تؤدي إلى الإجهاض الإصابة بفيروس مثل CMV أو Cytomegalovirus، وكذلك الإصابة بمرض Toxoplasmosis الناتج عن الإصابة بفطر Toxoplasma gondii parasite نتيجة الاحتكاك مع قطة مصابة بذلك الفطر، كذلك فإن الالتهابات المزمنة في الحوض والفرج من بين أسباب الإجهاض المتكرر، خصوصا مع وجود إفرازات بيضاء أو صفراء أو خضراء، ومع وجود حكة في الفرج أو ألم في الحوض أو ألم أثناء الجماع.
ولذلك يجب المتابعة مع الطبيبة المعالجة، وفحص هرمونات الغدة النخامية، وهرمونات المبايض، وهرمونات الغدة الدرقية، حيث إن الكسل في وظائف الغدة الدرقية يؤدي إلى الإجهاض، وفحص الأجسام المضادة لمرض الفيروسات CMV، والفطر المتعلق بمرض القطط Toxoplasmosis، ومتابعة المبايض والرحم بالسونار لمعرفة حالة المبايض، وهل هناك تكيس أم لا.
وكما قلنا ننصح دائما بتأجيل الحمل بعد الإجهاض الأخير لمدة 6 أشهر على الأقل للتخلص من آثار الحمل الأول ونسيان تجارب الحمل السابقة، ولإعادة التوازن الهرموني، وإعادة بناء بطانة الرحم، وعلاج الأكياس الوظيفية، يمكنك تناول حبوب منع الحمل لمدة 3 إلى 6 أشهر، مثل حبوب ياسمين أو كليمن، وعند انتهاء الشريط عليك التوقف لإعطاء الفرصة للدورة بالنزول، ثم تناول الشريط التالي، ثم التوقف عنها.
وفي المرحلة التالية بعد التوقف عن حبوب منع الحمل يمكنك تناول حبوب دوفاستون، وهي هرمون بروجيستيرون صناعي لا تمنع التبويض ولا تمنع الحمل وجرعتها 10 مج، تؤخذ قرصا واحدا مرتين يوميا من اليوم الـ 16 من بداية الدورة حتى اليوم الـ 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 إلى 6 أشهر، مع العلم أن هذه الحبوب تساعد في تثبيت الحمل في حال حدوثه ولا خوف على الجنين من تناولها.
مع تناول أقراص جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغداء والعشاء من البداية للمساعدة في علاج التكيس، وضبط مستوى الهرمونات، وتنظيم الدورة الشهرية، ومن المهم فحص صورة الدم في المرحلة الحالية للتأكد من عدم وجود فقر دم، وفي حال تشخيص فقر الدم يجب تناول حبوب الحديد، مع أهمية ضبط مستوى فيتامين D.
مع التزام الدعاء والاستغفار، قال الله تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا).
وبالله التوفيق.