مستواي الدراسي تدنى ورغبتي الدراسية ضعفت!

0 32

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا في ظروف توجب علي الدراسة والاستمرار في الجامعة، كنت قد اقترحت أن أؤجل دراستي لمدة سنة على الأقل لعلي أرتب أولوياتي الفكرية، ولكن تم الرفض (حيث أتعلم ديني أكثر، وأحقق شيئا من أمنياتي في تعلم المهارات، والقراءة المختلفة).

الآن من الواضح أن مستواي الدراسي تدنى، ورغبة الدراسة لدي ضعفت؛ لأنني أشعر كمن يمشي مكبا على وجهه، كل فترة أتردد وأحاول استذكار الغايات من استمراري في الدراسة، وتحديدا في تخصصي، هل يمكنكم أن تقترحوا علي أمورا تساعدني على الاستمرار واستعادة شغفي؟

حيث إنني في كل فترة أمر بفترة فتور، وللأسف أحيانا تؤثر على عباداتي وهذا أكثر ما يزعجني، وأفقد الرغبة بالتواصل مع زميلاتي أو صديقاتي، ولا أخرج من المنزل كثيرا فقط لمتابعة المحاضرات.

كل ما أريده هو إرضاء والدي لأني أحبهما، أحزن عندما لا يعجبهما أدائي الدراسي، كيف يمكنني أن أرضى بقدري، وأن أجيد المساعي؟

منذ سنتين وأنا على هذا الحال، الآن وضعي أفضل بكثير عما سبق، ولكن أريد التخلص من الأمر؛ لأنه يؤثر على صلاتي وعباداتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنشعر بما تمرين به، ونتفهم صعوبة الظروف التي تواجهينها.

وإليك بعض النصائح التي قد تساعدك على التعامل مع مشكلتك:

1. يجب أن تبحثي عن الدافع الذي يشجعك على الاستمرار في الدراسة، ربما يكون لك هدف تودين تحقيقه، أو مجال ترغبين في المساهمة فيه، أو حتى الرغبة في تحقيق الاستقلالية وتوفير حياة أفضل لنفسك في المستقبل.

2. قد يكون من الصعب موازنة الدراسة والحياة الشخصية، ولكن إدارة الوقت بشكل فعال يمكن أن يساعدك، جربي إنشاء جدول زمني يتضمن وقتا مخصصا للدراسة، ووقتا للراحة والترفيه، ووقتا للعبادة والذكر، وابحثي عن مربع أيزنهاور (هام وعاجل - هام غير عاجل... إلخ) فيمكن أن يفيدك في ترتيب المهام.

3. تأكدي من أنك تأخذين وقتا للرعاية الذاتية، ويمكن أن يشمل ذلك تناول الطعام الصحي، القيام بالرياضة، الحصول على قسط كاف من النوم، والقيام بالأنشطة التي تستمتعين بها، ومن المهم ألا تهملي هذه الأمور بجانب العبادة وإرضاء الوالدين، فالتوازن أمر هام في حياة المسلمة، هذا ما قاله سلمان الفارسي لأخيه أبي الدرداء عندما زاره فوجده قد انقطع للعبادة حتى أهمل حق زوجته وحق نفسه، فقال: (إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه). وقد أقره النبي -صلى الله عليه وسلم- على ذلك بقوله: [صدق سلمان]. وفي رواية: [إن سلمان أفقه منك]، وفي رواية: [لقد أوتي سلمان علما].

4. يمكن أن يكون التواصل مع الآخرين مفيدا فحاولي الكلام مع صديقاتك أو أفراد الأسرة عن مشاعرك، ويمكنك أيضا البحث عن دعم من المرشدين الأكاديميين أو المشرفين في الجامعة.

5. إذا شعرت بأن الضغط النفسي زائد عن الحد، فقد يكون من الجيد التحدث إلى مستشار أو طبيب نفسي، ويمكن أن يوفروا استراتيجيات وأدوات لمساعدتك في التعامل مع الضغوط التي تواجهك.

6. في الأوقات الصعبة يمكن أن يكون الدعاء والذكر مصدرا كبيرا للقوة، ويمكن أن يساعدك في الشعور بالسكينة والتركيز على ما يهمك حقا ﴿وقال ربكم ٱدۡعوني أسۡتجبۡ لكمۡۚ إن ٱلذین یسۡتكۡبرون عنۡ عبادتي سیدۡخلون جهنم داخرین﴾ [غافر ٦٠].

7. قد يكون من الصعب قبول أن الأمور لا تسير كما ترغبين، ولكن القبول يمكن أن يكون مفيدا، قبول أن الحياة تحمل تحديات، وأن الأمور لا تسير دائما كما تتمنين يمكن أن يساعد هذا في تخفيف الضغط على نفسك.

اعلمي أن هذه الأوقات صعبة، ولكن تذكري أنك لست وحدك، وأن هناك الكثير من الدعم المتاح لك، ثقي بنفسك وبقدرتك على التغلب على هذه التحديات.

ولا ننسى أن نشيد بطاعتك لوالديك، ولكن هذا لا يعني أن تلومي نفسك كلما حصل قصور أو تدن منك في الدراسة، فلا تربطي تقصيرك بطاعتهما، فلا تلازم بين الأمرين، فطالما أنك بذلت قصارى جهدك في السعي والدراسة، فلا داع لهذا اللوم.

نسأل الله أن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك.

مواد ذات صلة

الاستشارات