أرغب في تدمير وتكسير كل ما حولي حال غضبي!

0 30

السؤال

قمت بقص شعري بطريقة خاطئة؛ لأني كنت أشعر بالغضب الشديد، والآن أشعر بالذنب والشفقة والحزن على نفسي، وندمت ندما على ما فعلته في نفسي!

يأتيني شعور بالغضب مرات كثيرة في اليوم الواحد، أشعر حينها بالرغبة في التدمير والتكسير والشجار.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لك دوام الصحة والعافية.

الشعر نعمة من نعم الله تعالى على الذكر والأنثى، وهو يعتبر زينة وجمالا بالنسبة للنساء، ومن خصائصه أنه ينمو بصورة مستمرة حتى إذا تم قصه أو حلقه كاملا، فنقول لك -أيتها الفاضلة-: يندم الإنسان إذا فات الأوان، وإذا لم يكن هنالك علاج لما ارتكبه من سلوكيات، ولكن الحمدلله أن شعرك ما زال بخير، وما زالت الفرصة سانحة لينمو ويزداد حتى يعود مثلما كان، وعامل الزمن كفيل بتصحيح الأخطاء، فما بالك بأناس فقدوا شعرهم بسبب إصابتهم بأمراض أو حوادث أو بسبب تناول عقاقير معينة، وتعذر نمو شعرهم وصار مستحيلا، فأنت الحمدلله أفضل منهم بكثير.

ونقول لك هذا درس وتجربة، يمكن الاستفادة منها في بقية حياتك؛ لأن الإنسان عليه أن يدرس أي قرار يتخذه دراسة متأنية، ويستشير ذوي الخبرة والمعرفة في المجال، وكذلك يستخير الله تعالى قبل البدء في أي فعل لا يدرك عاقبته أو يشكك في نتائجه، فحتما لا يندم -إن شاء الله-.

أما موضوع الغضب وما يصاحبه من سلوكيات التدمير والتكسير؛ فهذا لا شك أنه انفعال ذو طاقة سلبية، يحتاج منك مراجعة نفسك ومعرفة الأسباب والدوافع التي تؤدي إلى هذا السلوك غير المرغوب فيه، حتى لا يصبح عادة تدمر حياتك وعلاقاتك مع الآخرين، ولذا نقول لك: حاولي ممارسة هذا التمرين البسيط الذي يتضمن ثلاث كلمات هي: وقف، فكر، افعل، أي عندما تنتابك نوبات الغضب أوقفي ردة الفعل، أو عدم الاستجابة لأي سلوك فيه اعتداء على الأثاث أو على الممتلكات أو على أي شيء أمامك، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، فغيري وضعك الجسمي إذا كنت واقفة فاجلسي، وإذا كنت جالسة فاضطجعي، وغيري المكان الذي أنت فيه، فإذا كنت بداخل الغرفة اخرجي منها، وإذا كنت خارج الغرفة ادخلي إلى غرفة أخرى ثم فكري في نتائج الفعل، واختاري الخيار المناسب الذي تكون عاقبته أو تكون نتائجه غير مؤذية، ثم افعليه؛ فإن شاء الله إذا مارست هذا التمرين بصورة مستمرة مع أخذ نفس عميق في حالة الشعور بنوبة الغضب، ثم إرجاعه بصورة تدريجية في كل مرة؛ هذا قد يساعد في تخفيف حدة هذه النوبة الغضبية، وبالتالي نتوقع أن يكون السلوك سليما وسويا -بإذن الله تعالى-.

مواد ذات صلة

الاستشارات