لا أحب الجلوس على التلفاز مع أمي ولكنها تلح علي!

0 21

السؤال

السلام عليكم.

أنا أجلس دائما في غرفتي؛ لأن أمي تشاهد التلفاز، وقد نصحتها مسبقا بأن هذا الفعل -مشاهدة المسلسلات- يجلب لها السيئات، ولكنها لم تستمع إلي، وتريدني أن أجلس معها، وأنا أجاهد نفسي ألا أشاهدها، فماذا علي أن أفعل إذا جلست مع أمي اضطرارا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يثبتك على الطاعة، إنه جواد كريم.

لا يخفاك -أيتها الكريمة- أن طاعة الوالدين من أوجب الطاعات، وأن الله أمر ببرهما، ومصاحبتهما بالمعروف حتى لو كانا كافرين، قال الله تعالى: ( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا علىٰ وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير(14) وإن جاهداك علىٰ أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ۖ وصاحبهما في الدنيا معروفا ۖ واتبع سبيل من أناب إلي ۚ ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون) لقمان 15

ولعلك لاحظت أن الله حين أمر بالمصاحبة في قوله (وصاحبهما) نهى كذلك عن الاستجابة لما حرم الله بقوله ( فلا تطعهما).

وعليه، فالحال مع والدتك لا يخلو من أمرين:

1- إما أن تكون مشاهدة والدتك لما حرم الله تعالى.
2- أو تكون المشاهدات في إطار المباح.

فإن كانت المشاهدات محرمة، فعليك -أختنا- ما يلي:

1- المناصحة بالمحبة والود واللطف، مع إظهار حرصك عليها.
2- مدح والدتك بما فيها من خير ومعروف، فلا شك أن الوالدة فيها أشياء طيبة، وكثرة مدحك لها من هذا الجانب أمر هام.
3- الاعتزال من غير ابتعاد، وهذا يعني أن تجلسي معها لكن تديري ظهرك للتلفاز، أو أن تضعي سماعة أذن تسمعين بها شيئا من كتاب الله تعالى، أو تجلبي معك كتابا للقراءة، وبهذا تكونين قد اعتزلت ولم تبتعدي عنها.

ثانيا: أن تكون المشاهدات في إطار المباح، لكنك حريصة على والدتك في الاستفادة من وقتها في أشياء أفضل من ذلك، فإذا كان الأمر على ما ذكرنا؛ فاعلمي أن البعض قد أدمن مثل هذه المشاهدات حتى أضحت جزءا من حياتهم، وقد أوهمهم الشيطان أو طبيعة الحياة التي يعيشها أن ترك هذه المشاهدات بالنسبة له محال، وربما يدعم وجهة نظره في أنه لا يرى ما حرم الله، دون أن يفهم أنه ضيع الوقت في أشياء لا تعود عليه بالنفع، الشاهد أن من كان هذا حاله لا بد ابتداء فهم طبيعته النفسية والاجتماعية، فهو على قناعة بأنه لم يفعل محرما، وعلى قناعة بأن الوقت الضائع منه أمر عادي، ويرى أنه ما دام أدى صلاته في وقتها وواجباته وفي موعدها فلا حرج عليه من ذلك. ولذا ننصحك بما يلي:

1- الاتفاق مع الوالدة على تخصيص أوقات معينة للمشاهدة، فإن تم هذا -فالحمد لله-، وإلا فلا تضغطي، فإن هناك بدائل.

2- توجيه الوالدة لمشاهدة أشياء نافعة من المسلسلات الدينية المنضبطة، أو سيرة الشخصيات الإسلامية، أو المواد العلمية، المهم أن يكون شيئا يعود بالنفع عليها، وفي ذات الوقت لا يحرمها لذة المشاهدة.

3- الاجتهاد في تقليل الفراغ في حياة والدتك؛ لأن الإنسان لا يذهب إلى هذه المشاهدات وإلا وعنده وقت فراغ، ويمكنك ملء الفراغ بأشياء تحبها الوالدة، فمثلا: إذا كانت تحب القراءة فاقترحي عليها أسماء كتب بعينها، ولا بأس من القراءة سويا، أو كانت تحب الرياضة؛ فاقترحي عليها تخصيص وقت يقتطع من المشاهدة لممارسة الرياضة، أو كانت تحب الحديث مع بعض النساء؛ فتخيري منهن أصلحهن، ورتبي مواعيد بينهن تخصم من وقت المشاهدة، المهم أن نقطع من أوقات المشاهدة في أشياء تحبها الوالدة.

4- تحدثي معها كثيرا في مواضيع مفتوحة، وخاصة في أوقات فراغها أو أوقات المشاهدة.

5- أشركيها معك في حياتك العملية؛ كأن تطلبي منها أن تسمع لك وردا من القرآن، أو تسألك في كتاب، المهم طريقة الاستغلال.

وفي النهاية لن تعدمي وسيلة للتقرب من والدتك، المهم ألا تبتعدي عنها مع الانعزال التام عن مشاهدة ما حرم الله.

وفقك الله ورعاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات