السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابنتي البكر عمرها 15، المشكلة أنها من الابتدائي حتى هذا السن وهي تتصرف كالأطفال، فاشلة دراسيا، لا تستطيع المناقشة، إذا أرادت الخوض معنا أو مع إخوانها أو صديقاتها ترها تسهب في مواضيع الكارتون ضاربة بالدراسة عرض الحائط، شيء اسمه دراسة محذوف من قاموسها، تذهب وتأتي من المدرسة دون طاقة ولا ذرة من الحب لتلك الدراسة، وأنا ووالدها نحاول جاهدين تدريسها وتوجيهها للطريق الصحيح، ولكن كلما تكبر تزداد عنادا وكرها للدراسة، وما أكثر تكرارها لقول: سأترك الدراسة، أنا حزينة جدا وخائفة عليها، لا أدري كيف أساعدها؟ لقد تعبت وتعبت.
أرجوكم ساعدوني، أعطوني حلا يجعلها تحب الدراسة والبعد عن مناقشات الكارتون وقنوات الأطفال.
أنتظر الرد بفارغ الصبر، وجزاكم الله ألف خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن العطف الزائد وحرمان الطفل من المحاولات وعدم تشجيعه على اللعب والحركة والاحتكاك يجعله يتربى على الاتكالية، وسوف يصعب عليه مستقبلا مواجهة الحياة.
ولا يخفى عليك أن الإنسان يتأثر بما يشاهد، وقد تصبح ثقافته فرعا عن مشاهدته، والتصورات تكتسب من البيئة، كما أن البكر تنال جرعات زائدة من العطف والاهتمام ويشارك في الاهتمام وتدليلها الأجداد والجدات والأرحام، وهذا مما ينبغي أن ينتبه له.
ومن الضروري محاورتها في هدوء وتجنب العبارات القاسية معها؛ فإن التوبيخ يحطم الطفل ويعقده عن طلب المعالي، ولابد كذلك من فهم طبيعة هذه المرحلة العمرية التي تكون فيها الفتاة مضطربة عاطفيا، فهي تتمرد أحيانا على معاني الطفولة ولكنها في أحيان أخرى تعشق الدلال، وهي دائما ترغب في الاهتمام، فإن لم تجده حاولت فعل ما يلفت الأنظار، فإذا لم ينتبه لها بحثت عن ذلك في الخارج عند الصديقات، وربما عند السفهاء الذين يصطادون الفتاة التي لا تجد من يهتم بها ويستمع إليها.
وأرجو أن تتعرفي على صديقاتها وتحاولي ربطها بالصالحات، واجعلي نفسك صديقتها الأولى، وحاولي أن تحضنيها وأن تشعريها بحبك لها واحترميها، وخاصة أمام الناس ولا تظهري أمامها الانزعاج الشديد، وأثني على الجوانب الإيجابية عندها، وافتحي أمامها أبواب الأمل، وأكثري من الدعاء لها.
وحاولي عن طريق الذهاب للمدرسة معرفة أسباب كرهها للدراسة، واعلمي أن المدارس تضاعف من اهتمامها بأبنائها إذا عرفوا أن هناك من يسأل ويهتم ويتابع، وهذا هو واجبنا، ولست أدري متى سنقوم به، ونحن نوصيك بتقوى الله فإنه عدة لكل خير وسلاح لكل مهموم، وأرجو تعمروا منازلكم بالذكر والطاعات، ونحن نشكرك على التواصل والاهتمام ونتمنى أن يصلح الله هذه الفتاة، وأن يجعلها فخرا للإسلام.
والله ولي التوفيق والسداد.