التثاؤب عند قراءة الأذكار.. هل له دلالة؟

0 41

السؤال

السلام عليكم.

هل التثاؤب عند قراءة الأذكار دليل على العين أو الحسد، وخاصة عند قراءة سورة الفلق والناس؟ وكيف يمكنني أن أرقي نفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مونية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب. نسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل سوء ومكروه.

التثاؤب -أيتها البنت العزيزة- علامة على إصابة الإنسان بنوع من الكسل، والشيطان يحب أن يرى الإنسان كسولا تاركا لكسب ما ينفعه في دينه أو دنياه، ولهذا أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح أن (التثاؤب من الشيطان)، ففي صحيح البخاري ومسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ‌التثاؤب ‌من ‌الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا قال: (ها) -يعني: إذا تثاءب وقال هذا اللفظ أو الصوت- ضحك الشيطان.

فهذا الحديث يبين لنا أن التثاؤب مظهر من مظاهر الكسل التي تصيب الإنسان، والشيطان حريص على أن يصاب هذا الإنسان بكل شيء من شأنه أن يحرمه من خيرات الدنيا وخيرات الآخرة.

والرسول -صلى الله عليه وسلم- أيضا قد علمنا كيفية مدافعة هذا التثاؤب بأمره -صلى الله عليه وسلم- برده، وفي بعض الروايات: (فليكظم ما استطاع) كما في هذا الحديث الذي ذكرناه قبل في رواية مسلم، وفي رواية البخاري (فليرده ما استطاع) يعني: يغطي فمه بيده، أو يحاول مدافعة التثاؤب بأن لا يفتح فمه أصلا.

أما أن يجعل التثاؤب علامة على العين، أو علامة على أن الإنسان قد أصيب بعين أو حسد فليس هناك ما يدل على ذلك، وإن كان بعض المشتغلين بالرقية الشرعية يقولون مثل هذا، لكن ليس عليه دليل صحيح يصح الاعتماد عليه من كلام الله أو من كلام رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

ونحن ننصح دائما كل مسلم وكل مسلمة بعدم الاستسلام للأوهام، فالشيطان حريص على أن يصل بالإنسان المسلم -رجلا كان أو امرأة- إلى أن يعيش حالة من الضيق والاكتئاب والحزن، فيحاول أن يوهمه بأنه قد أصيب بكذا وأصيب بكذا، فعلينا أن ندافع هذه المشاعر السلبية، وأن نتوكل على الله سبحانه وتعالى حسن التوكل، ونعلم أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.

وأما استعمال الرقية الشرعية: فهو أمر حسن؛ لأن الرقية الشرعية عبارة عن أذكار وأدعية، وهي تنفع الإنسان من الشيء الذي قد نزل به، وتنفعه من الشيء الذي لم ينزل به، فإذا أصيب بشيء كانت الرقية سببا في رفعه بعد حدوثه، وإذا لم يصب فإن هذه الرقية سبب لمنع وقوعه.

فلا حرج في أن تستعملي الرقية الشرعية، والرقية الشرعية أذكار من القرآن والأحاديث النبوية، فتقرئين سورة الفاتحة، وأوائل سورة البقرة، وآية الكرسي {الله لا إله إلا هو الحي القيوم ...} إلى آخرها، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، والمعوذات، مع سورة الإخلاص (قل هو الله أحد)، وعندما تقرئين هذه الآيات تنفثين في كفك وتتفلين تفلا خفيفا وتمسحين به جسدك، أو تقرئين على ماء وتشربين منه وتغتسلين، وما شئت من الأدعية النبوية، مثل: (اللهم رب الناس أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما)، ومثل: (أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة).

فهذا القدر من الأذكار ينفع بإذن الله تعالى.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات