السؤال
السلام عليكم.
أنا -الحمد لله- أم لأربعة أطفال، أكبرهم ١١ سنة، وأصغرهم ٣ سنوات، ومعلمة قرآن أونلاين.
أعاني من قولون عصبي شديد، وصداع دائم، وارتفاع ضغط الدم من حين لآخر، تم تشخيصي بعد الفحوصات والأشعة بأن جميع الأعراض نفسية وزيادة توتر وقلق، ووصف لي الطبيب بوسبار ١٠ صباحا ومساء، الحمد لله الأعراض الجسدية اختفت تقريبا بعد الاستمرار لشهر من الدواء، لكني ما زلت أعاني من عصبية شديدة، وعدم تحمل تصرفات أولادي التي هي طبيعية في سنهم، وأصبحت متكاسلة جدا وليس عندي طاقة لإعطاء الدروس أو الطبخ، أشعر كأنهم هم كبير.
علما: بأن دورتي غير منتظمة تماما، فأعطتني الطبيبة دواء دوفاستون من بداية التبويض حتى اليوم ٢٥ من الدورة، وانتظمت دورتي والحمد لله، فهل الدوفاستون يؤثر على نفسيتي؟
أرجو إفادتي، علما بأن تاريخ العائلة وراثي في الأمراض النفسية، وقد تعالجت مرتين من الاكتئاب والوسواس.
أرجو أن أعيش حياة هادئة مع أولادي بدون عصبية زائدة، وأن أنجز مهامي اليومية ببساطة، وجزاكم الله عنا خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
كما تفضلت؛ الأعراض التي لديك هي أعراض نفسوجسدية، والطاقة التي تحرك هذه الأعراض هي زيادة القلق والتوتر، والقلق طبعا هو طاقة نفسية إيجابية في معظم الأحيان، لكن حين يزيد عن المعدل المطلوب يتحول إلى طاقة سلبية تؤدي إلى توترات كثيرة.
عقار بوسبار دواء ممتاز يتميز بأنه سليم، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، ولا يؤدي إلى زيادة الوزن، لكنه دواء بطيء بعض الشيء يجني الإنسان فائدته بالاستمرار في تناوله، فلا تتوقفي عنه فهو ليس إدمانيا، وجرعة 20 مليجرام هي جرعة سليمة جدا.
الدافستون: لا أعتقد أنه ساهم في المزاج الاكتئابي البسيط الذي تعانين منه الآن، والذي تمثل في افتقادك للطاقات، وضعف التحمل لتصرفات الأولاد -حفظهم الله-، وهذه حقيقة -كما ذكرت لك- مؤشرات على عسر المزاج، وإن شئت يمكن أن نسمي حالتك بقلق الاكتئاب البسيط المبسط، وليس الفظ أو الشديد، فاستمري على البوسبار، وأنا أحبذ أيضا أن تتناولي عقار فلوكستين بروزاك كبسولة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعليها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقفي عن تناول الفلوكستين، لكن ليس هنالك ما يمنع أن تستمري على البوسبار.
أيتها الفاضلة الكريمة: مثل حالتك هذه تستفيد كثيرا من تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة، تمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها، مع التأمل، وتوجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) يمكنك الرجوع إليها والاستعانة بما فيها، وتطبيق التعليمات التي بها.
تجنب النوم النهاري أيضا جيد، والنوم الليلي المبكر أيضا يفيد كثيرا، والتغذية المتوازنة أيضا مطلوبة، وحين تجرين فحوصات عامة أرجو أن تتأكدي من مستوى فيتامين د، وفيتامين ب12، فنقصهما -وهو شائع جدا- يؤدي إلى خلل في الصحة النفسية عند الإنسان.
طبعا تجنب الكتمان والتعبير عن الذات أيضا له فائدة كبيرة في تخفيف الاحتقانات النفسية الداخلية، والحمد لله تعالى أنت معلمة قرآن؛ وهذا من وجهة نظري عمل عظيم أرجو أن يبارك الله تعالى فيه لك، ويجب أن تحسي بالمردود الإيجابي حين تقومين مثلا بتقديم دروس القرآن هذه، لا بد أن تحسي بأن الأمر ليس أمرا روتينيا، إنما هو أمر متجدد يجب أن تحسي فيه بمردود نفسي إيجابي كبير ولك الأجر -إن شاء الله تعالى-.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.