السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أكتب هذه الاستشارة بعد معاناة مع نفسي، وهي التشتت الذهني، وعدم التركيز حرفيا في أي شيء أعمله وأفشل فيه، ولا أستطيع أن أفهم ما يقال، ولا أستطيع التحدث بسلاسة، يحدث تقطع أو تلعثم وصعوبة أيضا في إخراج الكلمات، وفقدت الأسلوب الحواري، وأيضا تغيرات في ملامح الوجه.
لا أستطيع ضبط نفسي أثناء الحديث، وينتابني التعرق، وضيق بالصدر، وكنت في السابق أتحدث بسلاسة، وأطرح أفكار ذكية، وأوجه الناس إلى الطريق الصحيح، لكن كنت أفتقر للأداء العملي، لا أفهم بالسرعة المطلوبة، حيث أبدأ أي عمل أو مهمة، وأيضا الأماكن لا أحفظها إلا بعد عدة مرات.
هذا في السابق، لكن بعد أن قرأت عن الذكاء الحدي، وجدت أن معظم أعراضه تنطبق علي، فبدأت أراجع نفسي، ووجدت أن بعض الناس ينعتوني بالغبي في السابق.
طولي 188، وصوتي ضخم، وشكلي مقبول، لكن في الصور الفوتوغرافية سيئة أتوقع أن لدي نسبة من التخلف الحدي، وبدأت تأتيني أفكار حينما أتحدث مع أمي تقول لي: أمك مجبورة تعتني بك، ولا تقدر أن تنعتك بالمتخلف، أو الغبي، لأنك ابنها الأكبر، وتريد أن تفتخر بك، أشعر بأني مكروه.
كان لدي أصدقاء في السابق، وبعضهم كان ينعتني بالغبي من الجانب المزاحي، لكن الآن أنا لا أعمل، وليس لدي أصدقاء، وأعاني خوفا من أني فعلا أملك درجة الذكاء الحدية، لا أجيد التحدث والتعبير، فقط في السابق، وبعد ذلك حصل الذي كتبته لكم في الأعلى.
كنت أمارس العادة السرية ولمدة 11 سنة تقريبا، والآن أنا في ال23 سنة، هل هي السبب في كل ذلك أم أعاني من الدرجة الحدية؟
أرجو المساعدة، وشكرا جزيلا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أخي الفاضل- عبر إسلام ويب.. ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
أخي الفاضل لا أدري إن كنت من مواليد بريطانيا أم انتقلت إليها في وقت قريب، فعمرك الآن 23 سنة، وأنت في بريطانيا وتكتب إلينا بالعربي، فهل الصعوبات التي ذكرتها متعلقة باللغة العربية أو اللغة الإنجليزية؟ هذا من جانب، من جانب آخر لا أدري حقيقة إن كان عندك ما أسميته الذكاء الحدي أو غيره، ولكن واضح من طريقة كتابتك وأسلوبك أن عندك قدرات جيدة، ولله الحمد، ولكن يبدو أن معظم ما ذكرته أجد له عنوانا واحدا، وهو ضعف الثقة بالنفس.
أحيانا ضعف الثقة بالنفس يمكن أن تجعل الإنسان يفكر بالدونية أو بأنه أقل من مستوى الآخرين، وأن إمكانياته ضعيفة، ولكن أطمئنك أن العادة السرية التي مارستها في عمر 11 سنة ليست هي سبب ما تعاني منه، وتشكو منه في هذه المرحلة.
أخي الفاضل، أحيانا يدخل الإنسان في دائرة من التفكير السلبي عن نفسه، ثم ينتقل هذا إلى التفكير السلبي عن الآخرين والدنيا والحياة، فيدخل في دوامة لا نهاية لها، حتى يصل إلى ما وصلت إليه من الشعور بالدونية، وعدم الثقة بالنفس، وعدم العمل والبعد عن الناس والأصدقاء.
أخي الفاضل، إن تغيرا مثل هذا يستدعي أن نستشير أحدا، إذا عندك شخص تعرفه فالموضوع ليس طرح سؤال وجواب على إسلام ويب أو غيره، وإنما تحتاج لبعض الجلسات للفضفضة وتتحدث عما في نفسك، وليسألك الشخص المستشار بعض الأسئلة ليستوضح بعض النقاط، إذا عندك شخص تعرفه ممن تثق به وبخبرته في الحياة ليس بالضرورة أن يكون طبيبا نفسيا، وإنما يكون رجلا خبيرا في الحياة، فيمكنك أن تتحدث معه، ليسألك ويعينك على وضع خارطة الطريق، لتخرج مما أنت فيه، وإلا فأنصحك بأخذ موعد مع عيادة الطب النفسي عندكم في بريطانيا، وهناك بعض الأطباء النفسيين العرب عندهم عيادات وخاصة في منطقة لندن، بحيث إنك تتحدث مع طبيب نفسي ليضع لك تشخيصا بعد فحص الحالة العقلية، أو النفسية، ويمكن عندها أن يجيبك على ما سألت حول موضوع الذكاء الحدي.
أرجو من الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأن لا تتأخر في استشارة من تثق به، أو أخذ موعد مع الطبيب النفسي، داعيا الله تعالى لك بالتوفيق والسلامة.