والدي لا يسمح لي بدراسة الطب، ماذا أفعل؟

0 41

السؤال

أنا فتاة من العراق، في عمر ١٧، أعيش وسط عائلة متدينة، وكباقي الناس بما أنني أقبلت على مرحلة السادس العلمي الوزاري فسأبدأ بالتفكير بتخصص معين، ومستواي الدراسي ٩٥+، وأحببت تخصص الطب، وبات يشغل تفكيري، ولكن ما أن فتح معي والدي الموضوع وجدت منه رفضا قبل أن أطرح عليه الفكرة، وقال معللا رفضه بأن الطب تخصص متعب ويمضي الأطباء حياتهم كلها دراسة وعملا؛ مما يشغلهم عن حياتهم الخاصة، وأنه تخصص متعب، ومما فهمت منه أنه قد يولد إنسانا متكبرا أو يمكن أن تغر الإنسان الأموال التي يكسبها فيستغل المرضى.

وأنا أطمح لدخول هذا التخصص -إن شاء الله- إذا أتيحت لي الفرصة وحصلت على المعدل المطلوب.

أفتوني، ماذا أفعل؟

وجزاكم الله خير الجزاء وبارك بعلمكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Khadeeja حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال الذي يدل على طموح ورغبة في الخير، نسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح.

بداية نتمنى أن يكون همك الآن أن تواصلي مسيرة التفوق، واشكري الله تبارك وتعالى الذي وفقك وأعطاك هذه القدرات العلمية، وحولي شكرك لله إلى الالتزام بالحجاب والستر والأدب، فنحن بحاجة إلى متعلمات محجبات متدينات حريصات على نفع هذه الأمة.

أما بالنسبة للوالد فأرجو أن تجدي من الأخوال والعمات والأعمام والخالات من يستطيع أن يؤثر على الأسرة حتى تكملي رغبتك في دراسة الطب، والطب مهنة، كما قال الوالد فيها أتعاب وفيها صعوبات، لكننا بحاجة لفاضلات وصالحات يتخصصن في هذا المجال، ليكن عونا لنا على علاج بناتنا وأخواتنا، حتى لا تقع البنات والأخوات في الحرج في بعض الحالات مع بعض الأطباء من الرجال.

وعلى كل حال: أنا أريد أن أقول: لا تجعلي هذا إشكالا الآن، واعلمي أن الإنسان إذا تفوق وحقق معدلا مرتفعا فإن هذا يؤهله لأشياء كثيرة، وأرجو أن تجدي -كما قلنا- من العقلاء والفاضلات من يقنع الأسرة ويؤثر عليهم، وإذا كان هناك نماذج من الطبيبات الناجحات في حياتهن وفي تدينهن وفي بيوتهن فأرجو أن تعرض مثل هذه النماذج، حتى تتعرف عليها الوالدة والخالات والعمات، فإن لهن تأثيرا جدا على الوالد، خاصة العمات.

إذا أنا الآن أريد أن تجعلي همك النجاح والتفوق، وأيضا تحركي أطرافا أخرى لتناقش الوالد في هذا الجانب، وأؤكد لك أن بعض المفاهيم الموجودة - والحمد لله بدأت هذه المفاهيم تتغير عن الطب والطبيبات والدوام المزعج، يعني: قد تطلب للطوارئ في أوقات مزعجة - هذا كله يجعل الناس فعلا الذي يريد لابنته حياة أسرية يتخوف من هذا المجال، لكن ولله الحمد - ومن خلال موقعنا مرت علينا نماذج ناجحة جدا لطبيبات نجحن في التوازن بين الأدوار داخل البيت وخارج البيت ورعاية الأسرة.

نسأل الله أن يعينك على النجاح، وأتمنى أيضا أن تتفهمي اعتراض الوالد وتحاولي إقناعه، وإزالة الشبه والمخاوف التي يمكن أن تقف في طريقك، ونسأل الله أن يرزقك ما تريدي، وأن يحقق لك بر الوالد، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور/ أحمد الفرجابي (مستشار الشؤون الأسرية والتربوية)، وتليه إجابة الدكتور/ عطية إبراهيم محمد (استشاري طب عام وجراحة وأطفال).
++++++++++++++++++++++++++++++

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بكم في إسلام ويب، وندعو الله لك وللوالد بالصحة والعافية والسلامة، وكون أنك مجتهدة ومثابرة ولك رغبة وطموح في دخول كلية الطب؛ فهذا أمر يجب أن يفرح به الوالد ويقدره ويسعد به، فالطالب أو الطالبة المجتهدة يوفر على الأسرة الكثير من الوقت في النصائح والمتابعة.

والأمر الأهم أن لغة دراسة الطب سهلة وميسرة لاحتوائها على الكثير من الرسومات والصور والفيديوهات؛ مما يجعل الدراسة شيقة وممتعة على الرغم من أن الكم في دراسة الطب كبير، لكن هي دراسة ممتعة وتحتاج إلى بذل المزيد من الجهد، ولم أر في حياتي طبيبا متكبرا أو متعال على الآخرين، بل تزيد دراسة الطب الشباب والفتيات إيمانا وتقوى وتزيد لديهم الرغبة في مساعدة المرضى.

وهناك الكثير من التخصصات المناسبة للفتيات، بل والمطلوب من الناحية الشرعية كفرض كفاية إذا قام به عدد من المسلمات كفى الباقين، مثل تخصص أمراض النساء والولادة، وهناك تخصص مريح يختاره أوائل الدفعات، مثل تخصص أمراض الجلدية، وأمراض العيون، فندعو الله سبحانه وتعالى أن يقر عين والديك بك، وأن تكوني طبيبة قدوة صالحة بارة بوالديك ونافعة للأمة -إن شاء الله-.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات