مشكلتي مع القلق والرهاب شديدة، وأحتاج منكم علاجاً.

0 55

السؤال

السلام عليكم.

أرجو إيجاد العلاج المناسب لحالتي، حيث إنني أعاني من القلق الزائد ورهاب المواقف، فمثلا عند الذهاب للعمل مبكرا يصبح مزاجي سيئا جدا، وأكره فترة الصباح في العمل، وعند الاجتماع في العمل، أشعر بزيادة شديدة في ضربات القلب، ورعشة في الرجل، وأريد أن ينتهي بسرعة، وعند الانتهاء تختفي الرهبة والقلق، وكذلك في مقابلات الناس عموما، أو المصالح الحكومية، ينتابني قلق شديد.

من ناحية أخرى: فأنا أعاني من التردد الشديد في الأمور، واتخاذ القرارات، فمثلا عندما أردت الانتقال من قسم لآخر في العمل، بالرغم من أني مرتاح في قسمي، ولكنه روتيني، فقررت أن أنتقل للقسم الآخر، وبعد المقابلة واجتيازها، ندمت على هذا القرار، وتمنيت لو لم أبرح مكاني، حيث منطقة الراحة والأمان، وخصوصا أني أعمل في هذا المكان منذ فترة طويلة، وتأنيب الضمير هذا يعرقل حياتي، فكثرة التفكير والقلق بسبب هذا الموضوع تجعلني أميل للعزلة أكثر، ولا أرغب في القيام بأية مهام، ولا أرغب في شيء، وصلت لمرحلة نسيان أسماء الشوارع والناس، وأشعر وكأن ذاكرتي غير قادرة على استيعاب أي شيء جديد.

وأخيرا: أتأثر بكلام الناس جدا، وغير قادر على تحديد هدف اكمل به حياتي، وينتابني شعور تمني الموت أحيانا، وأشعر وكأن الدنيا سوداء، وكل هذا يؤثر على حياتي الزوجية، وعلى أولادي، وفعليا لا أشعر بالسعادة نهائيا، بالرغم من تأدية الصلوات وقراءة القرآن، وحياتي كلها قلق وتوتر، وللعلم فإن أبي يعاني من القلق الشديد والتوتر، فهل هذه وراثة؟

أرجو منكم مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك -أخي الفاضل- في إسلام ويب، وأقول لك: هون عليك فحالتك بسيطة جدا، فأنت بالفعل لديك نوع من القلق المعمم أو القلق العام، ويأتي معه قلق المخاوف عند المواقف المعينة، وأنت شخص أيضا حساس وتقسو على نفسك في كثير من المواقف، هذه ليست حالة مرضية، إنما هي ظاهرة من الظواهر، وأنت ذكرت أنك شخص انفعالي -هذا أوردته بطريقة غير مباشرة-، لكن هذا ما فهمته من خلال ما ذكرته.

وأنا أقول لك: القلق طاقة مطلوبة، لكن يجب أن نوجهه التوجيه السليم، أنت -يا أخي الكريم- محتاج لعلاج دوائي، وهنالك أدوية بسيطة جدا تساعد في علاج حالتك هذه، من أفضل الأدوية دواء يسمى الزيروكسات، هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي الباروكستين، دواء أصلا لعلاج الاكتئاب وتحسين المزاج، لكنه يعالج الخوف والقلق خاصة الخوف عند المواجهات، أو ما يعرف بالرهاب الاجتماعي الظرفي الانفعالي، وأنت تحتاج لهذا الدواء بجرعة صغيرة، الحبة تحتوي على 20 مليجرام، ابدأ بنصفها -أي 10 مليجرامات- يوميا لمدة 10 أيام، ثم اجعلها 20 مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى 10 مليجرامات يوميا لمدة شهرين، ثم 10 مليجرامات يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

الجرعة الكلية للزيروكسات هي 3 حبات في اليوم -أي 60 مليجرام-، لكنك لست في حاجة لهذه الجرعة، هذه الجرعة بسيطة والدواء سليم، ليس له آثار جانبية كثيرة، فقط ربما يفتح الشهية قليلا نحو الطعام، كما أنه عند بعض الرجال عند الجماع ربما يؤخر القذف المنوي قليلا، لكن ليس له أي تأثير سلبي على الصحة الذكورية أو الصحة الإنجابية.

بجانب الزيروكسات، أريدك أن تتناول عقارا آخر يعرف باسم الاندرال هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي البروبرنناول، هذا يعالج الآثار الجانبية عند المواجهات، مثل تسارع ضربات القلب، تناوله بجرعة 10 مليجرامات صباحا ومساء لمدة شهر، ثم 10 مليجرامات صباحا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناوله، هذه بالنسبة للعلاج الدوائي.

أما بقية العلاجات -يا أخي- فهي:
- أن تحقر فكرة الخوف، وأن تنقل نفسك دائما لفكر إيجابي.
- أن تحرص على الواجبات الاجتماعية، تشارك الناس في مناسباتهم السعيدة، في حالات الوفيات، زيارة المرضى، صلة الرحم مهمة جدا، و-الحمد لله- أنت تصلي، والصلاة مع الجماعة فيها رحمة كثيرة، وأجر عظيم -إن شاء الله-، أضف إلى ذلك أنها علاج مهم جدا للرهاب أو الخوف الاجتماعي، وأريدك دائما أن تكون في الصف الأول وخلف الإمام، هذا نسميه بالتعريض الإيجابي الذي يعالج القلق والتوتر.
- أن تحرص على الرياضة، خاصة رياضة المشي، ما أجملها وما أحسنها في مثل حالتك فاحرص عليها.
- تمارين الاسترخاء، هنالك تمارين تسمى بتمارين التنفس المتدرجة، تمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها مفيدة جدا، يمكن أن يدربك عليها أخصائي نفسي، أو بمجرد الاطلاع على الإنترنت، فهنالك برامج جيدة جدا على اليوتيوب.

كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها: (2136015) توجد بها الإرشادات والتوجيهات والتعليمات التي أسأل الله تعالى أن تكون مفيدة، وتساعدك في تطبيق تمارين الاسترخاء، هذه هي حالتك، وهي بسيطة جدا، هي ظاهرة، وأريدك أن تكون أكثر إيجابية، ولديك أشياء طيبة وجميلة في الحياة، أسأل الله تعالى أن يديم عليكم وعلينا النعم والصحة والعافية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات