السؤال
زوجتي على علاقة -على مواقع التواصل- بسيدة متزوجة، كانت سمعتها سيئة قبل زواجها، ويتم التواصل على فترات متباعدة، وأنا لست راضيا عن هذا؛ لذلك أمرتها بقطع العلاقة وإبقائها فقط على إلقاء السلام إن تقابلن قدرا وفقط في هذه الحالة؛ مما يعني إلغاء صداقة مواقع التواصل، حيث إنني لا أحب لزوجتي التي سمعتها من سمعتي هذه العلاقة، وعملا بقول النبي الأكرم (المرء على دين خليله)، فهل لي الطاعة في هذه المسألة أم أنه ليس من حقي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
أولا: نود أن نؤكد -أيها الحبيب- صحة رأيك وسلامة قرارك بأن تكون عونا لزوجتك على تجنب الرفقة السيئة؛ فإن الإنسان بطبيعته ميال إلى التأثر بمن حوله، ولذلك أوصانا النبي -صلى الله عليه وسلم- باختيار الأصحاب والجلساء، فقال: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)، وقد أخبرنا في أحاديث كثيرة أن الإنسان يتأثر بمن حوله من المخلوقات حتى البهائم، فقال: (السكينة في أهل الغنم، والفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر) أي أهل الإبل.
فهذه هي طبيعة الإنسان، وكما قال العلامة ابن خلدون: (الإنسان مدني بطبعه)، أي لا بد أن يتأثر بمن حوله، وزوجتك واحدة من هؤلاء الناس، فإنه سيجري عليها هذا القانون أيضا، ولا بد أن تتأثر وتؤثر، فحرصك على تجنيبها هذه الرفقة السيئة حرص صحيح نافع، ولكن احرص كذلك -أيها الحبيب- على أن يكون أسلوبك الذي تصل به إلى هذا المقصود الحسن، احرص على أن يكون أسلوبا حسنا محببا للنفس، حتى تحقق الخير على أحسن الوجوه وأكملها وأتمها.
فاسع في إقناع زوجتك ببيان هذه الحقيقة الإنسانية، واستعمل معها الرفق واللين بقدر استطاعتك، وستجد أن للأسلوب الرفيق أثرا بالغا، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ما (كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه).
ويجب عليها أن تطيعك في هذا، ولا يجوز لها أن تخالف هذا الطلب، فإن الأصل هو وجوب طاعة الزوج فيما يأمر به زوجته إذا أمرها بغير معصية الله تعالى، وهذا الأمر الذي تأمرها به مما يعود عليك بمقصود صحيح مطلوب من الزوجة، وهو المحافظة على سمعتها وتجنيبها مقالة السوء بين الناس، ونحو ذلك من المقاصد التي يقر الشرع الزوج في طلبه من زوجته.
نسأل الله سبحانه وتعالى لكم الصلاح والخير ودوام المودة والألفة والمحبة.