السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤالي هو أن أختي البالغة من العمر 45 سنة مريضة نفسيا منذ 15 سنة، ولم ينفع معها علاج حتى الآن، لم نترك لا أطباء نفس ولا فقهاء لكي نخرجها من عزلتها ومن تصرفاتها الغريبة المتكررة، فيوميا تذهب إلى المرحاض كل 5 دقائق دون قضاء حاجتها، وتدخل وتخرج وفي بعض الأحيان تصلي من غير وضوء، علما أنها لا تصلي بتاتا.
وزد على ذلك أن والدي إذا أراد إخراجها من المنزل لكي تغير أجواء عزلتها توافق في البداية مما يفرح والدي، لكن بعد الخروج بوقت قليل تصر على الرجوع فورا.
وهي كثيرة النوم لا تترك الفراش، كل العائلة متأسفة كثيرا لحالتها، بعدما كانت في الماضي مقبلة على الحياة حماسية، ومن الأوائل في الدراسة بجميع مستوياتها.
أود منكم أن تعينونا على ما يجري لأختي، أعانكم الله وسدد خطاكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حقيقة فالوصف الذي أعطيتني إياه يجعل في ذهني تشخيصا واحدا وهو أن هذه الأخت ربما تكون –وبكل أسف- مصابة بما يعرف بمرض (الفصام العقلي السلبي) والفصام السلبي يجعل الإنسان منعدم الدافعية ويحب الانعزال ولا يتفاعل مطلقا.
هذا افتراض أستطيع أن أقول أنني على درجة عالية من اليقين، ولكن الشيء الأفضل هو أن تأخذ هذه الأخت إلى أحد الأطباء النفسيين، وتذكر له ما ذكرته لك من أن هذه الأخت هل هي فعلا تعاني من هذا المرض أم لا، وإذا أكد لكم فهنالك –إن شاء الله- طرقا يمكن أن تساعد بها هذه الأخت.
هنالك أدوية لعلاج هذه الحالة، منها الدواء الذي يعرف باسم (ريزبديال) ومنها العقار الآخر الذي يعرف باسم (ولانزبين) وهنالك دواء ثالث يعرف باسم (كلوسابين Clozapine) وهذا هو الدواء الأنجع والأفضل، ولكن لا نعطيه إلا بعد أن يفشل الريزبديال أو الولانزبين؛ لأن هذا الدواء (كلوسابين) يتطلب تحوطات وفحوصات، خاصة فحوصات الدم؛ لأنه ربما يسبب بعض الآثار الجانبية.
هنالك جانب آخر في العلاج وهو ما يعرف بالعلاج التأهيلي، والعلاج التأهيلي هو أن نحاول أن نرجع الإنسان إلى مهاراته الأولية البسيطة، هذه الأخت يجب ألا تترك لوحدها.
على سبيل المثال يمكن أن تؤخذ إلى المطبخ ويطلب منها أن تغسل بعض الأواني، هذا شيء بسيط ولكنه ضروري جدا من الناحية التأهيلية، يمكن أن نعلمها كيفية نظافة أسنانها وترتيب شعرها وملابسها، يمكن بعد ذلك أن يطلب منها على سبيل المثال –تحت إشراف- أن تحضر كوبا من الشاي لأحد الأشخاص الذين تحبهم، وهكذا.
هذا يسمى بالعلاج التأهيلي، وهو علاج فعال وممتاز ويخلق حيوية في الإنسان، ولكنه يتطلب الصبر، علما بأن المستشفيات النفسية الكبيرة لديها أقسام كاملة لهذا العلاج، وهذه الأقسام تعرف باسم أقسام العلاج الوظائفي أوالعلاج التأهيلي.
أسأل الله لها الشفاء، وبالله التوفيق.