السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أشكركم على هذا الموقع الرائع، وجزاكم الله كل خير.
قبل 10 سنوات تعرضت إلى نوبة هلع، قاومتها بدون أدوية، وبنصائحكم تغلبت عليها بعد 7 أشهر، ولكن في شهر رمضان قرأت خبر موت مفاجئ، فأصابني الهلع، ودخلت في نفس الدوامة التي عشتها قبل سنين، إلا أن هذه المرة لا توجد أعراض مثل ضربات القلب والتعرق، فقط يأتيني فجأة تفكير وخوف من الجنون ويذهب.
أشعر كأني لا أعرف كيف أفكر، وأقارن بين تفكيري قبل المرض والآن، ولا أجد إجابة، ويظهر لي كل شيء غير منطقي، وذلك يزيد من قلقي، أشعر بصداع وحرقة في العينين، وأخشى الجنون، فهل هذه أعراض بداية الجنون؟ كيف أنسى هذه الفكرة؟ كيف أعود إلى حياتي الطبيعية؟
علما أنني أخرج، وأمارس حياتي بشكل طبيعي، لكن الفكرة تلازمني دائما، ولا تتركني، ما هو تشخيص حالتي من فضلكم؟ تعبت من مراقبة نفسي وأفكاري، وأظنها ستقودني إلى الجنون، لا أعرف كيف أخرج من هذه الدوامة! هل تتحول هذه الوساوس إلى فصام أو جنون؟ كيف أتخلص منها وأعود إلى حياتي الطبيعية؟
شكرا، بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في استشارات إسلام ويب.
عطفا على الإجابة على استشارتك السابقة أقول لك: أفضل وسيلة لأن تتخلص من هذا الوضع الذي أنت فيه هو أن تطبق الإرشادات السابقة التي أوردناها لك، وأن تحقر الوساوس تحقيرا تاما، وأن تشغل نفسك بما هو مفيد، وهذا يؤدي إلى صرف الانتباه عن الوساوس، وأن تتناول عقار (فافرين) والذي يعرف علميا (فلوفوكسامين).
أنا أعتقد أنك بهذه الكيفية سوف تتخلص من هذه الأفكار، وأنت الآن وضعت نفسك فيما نسميه بالقلق التوقعي، كما تفضلت وذكرت أنت تعيش تحت تهديد هذه الفكرة، لكن أنا أؤكد لك أن العلاج سيكون حاسما، سيقضي -إن شاء الله تعالى- على كل هذه الأفكار، وهذه التأويلات الخاطئة، وسيجعلك تعيش في أمن وأمان.
بالنسبة للعلاقة ما بين مرض الوسواس والفصام:
خمسة بالمائة (5%) من مرضى الوساوس القهرية الشديدة المطبقة التي لم تعالج يتحول مرضهم إلى مرض ذهاني أو فصامي - كما يحب البعض أن يسميه - إذا هي نسبة ضئيلة وبسيطة، وتنطبق على هؤلاء الذين لم يعالجوا مرض الوسواس لديهم، وقطعا لا نريدك أن تكون من هؤلاء، إذا الطريق الصحيح والمخرج الصحيح والسليم - والذي يجعلك تطمئن تماما إن شاء الله تعالى - هو أن تتلقى العلاج المناسب.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.