أشعر أني مسحورة بسحر تعطيل الدراسة، فما العمل؟

0 45

السؤال

السلام عليكم.

أنا مسحورة بسحر تعطيل الدراسة، وكلما زرت بيت خالي أتثاءب بشكل متكرر، ولا يحدث ذلك لأحد من عائلتي، فهل هذا يدل على شيء معين؟ وماذا أفعل لعلاج السحر؟ وجدت السحر مدفونا حول بيتي، وجاء شيخ وفكه بالماء والآيات القرآنية، ولكن لم يتغير شيء من حالي، لا زلت أعاني من نفس الأعراض.

أنا متفوقة جدا، والأولى على صفي، وبسبب السحر تعرضت لحادث وساءت صحتي، ولا أستطيع الدراسة كالسابق، ولا أستطيع أن أنظم وقتي، مع أنني كنت منظمة جيدا، وأعمل بشكل ممتاز تحت الضغط، والآن أحس أن ذكائي لم يتغير، ولكن مهاراتي في التنظيم والإدارة باتت سيئة جدا، وأمضي وقتا طويلا في الدراسة، وفقدت الانضباط، وأشعر بمشاعر الكره لنفسي ولعائلتي، وأتحسس من أي كلمة تقال لي،
وتراودني أفكار انتحارية، ولكنني أقوى منها -بإذن الله- لأني أذكر نفسي باستمرار أن هذا من الشيطان، فلا أركز عليه كثيرا.

حاولت المداومة على سورة البقرة، ولكن كلما قرأتها ازدادت أوجاعي، وازداد تعبي، وثقل جسمي ورأسي، وأشعر بالنعاس الشديد، والرؤية لا تكون واضحة -غباشا- فما الحل لهذا الوضع؟ أريد أن أرجع لسابق عهدي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سندس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لك عاجل العافية والشفاء، وأن يصرف عنك كل مكروه.

ونحن نبشرك وندعوك إلى التفاؤل بأن الله -سبحانه وتعالى- سيعيدك إلى وضعك السابق وأحسن، فأحسني الظن بالله تعالى، واعلمي أن الابتلاء له وقت وأجل ينتهي إليه، وأن الله -سبحانه وتعالى- يختبر العبد ويبتليه بما يكره لحكم كثيرة، فبهذا الابتلاء يكفر الله تعالى سيئات الإنسان ويرفع درجاته، ويزيد أجوره، فله سبحانه وتعالى فيما يقدره الحكمة البالغة، وينبغي أن نرضى بقضاء الله تعالى وقدره، وأن نتقبله بطمأنينة وسكينة نفس، وثقة بحسن تدبير الله تعالى وتصريفه للأمور.

ومع هذا ينبغي أن نأخذ بالأسباب لكل ما فيه منفعة وصلاح لنا في ديننا ودنيانا، امتثالا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:"احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز".

ونصيحتنا لك - ابنتنا العزيزة - تتمثل في النقاط التالية:
أولا: ننصحك بالاستمرار على ما بدأته من قراءة القرآن، وخاصة سورة البقرة، فأكثري من ذكر الله تعالى بتلاوة آيات كتابه، والإكثار والمداومة من ذكره آناء الليل وآناء النهار، يعني في ساعات الليل المختلفة، وفي ساعات النهار المختلفة، وخاصة الأذكار الموظفة خلال اليوم والليلة، كأذكار الصباح والمساء، والنوم والاستيقاظ، ونحو ذلك.

بالغي جدا، وأكثري جدا من ذكر الله، وخاصة قراءة سورة البقرة، وبالأخص آية الكرسي، فأكثري من قراءتها ما استطعت، وأكثري من ذكر كلمة التوحيد: (لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير).

ومهما شعرت بإعياء أو تعب فلا ينبغي أبدا أن يقطعك ذلك عن الاستمرار في هذا العمل الصالح، فهو أولا من أرقى العبادات وأكثرها أجرا؛ لأنه ذكر، والذكر أفضل العبادات، وفيه أجور كثيرة، ولأنه كذلك حصن حصين من كل كيد من كيد شياطين الإنس والجن.

ثانيا: ننصحك - ابنتنا العزيزة - بالأخذ بالأسباب المادية، وعرض نفسك على الموثوقات من الطبيبات؛ لعل في جسمك خللا حسيا، والرسول -صلى الله عليه وسلم- قد أوصانا بالتداوي فقال: (ما أنزل الله داء إلا وأنزل له دواء) وقال: (تداووا عباد الله).

ثالثا: استعملي الرقية الشرعية، وخير من يرقيك أنت، فالرقية الشرعية دعاء، وصاحب البلاء هو أقدر الناس على توجيه قلبه إلى الله -سبحانه وتعالى- وسؤاله بصدق واضطرار، فاستعملي الرقية الشرعية، اقرئي في ماء، واشربي هذا الماء واغتسلي به، اقرئي في هذا الماء سورة الفاتحة، وأوائل سورة البقرة، وآية الكرسي، والآيات التي فيها إبطال السحر من سورة البقرة، مثل: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك السليمان...} إلى آخرها، ومن الأعراف، ومن سورة يونس، ومن سورة طه، ونحوها من آيات القرآن الكريم التي فيها إبطال الله تعالى لسحر الساحرين، وكذلك الآيات التي فيها ذكر الشفاء، كقوله سبحانه وتعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}، وقوله: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين}، وكقوله سبحانه وتعالى: {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء}، و{قل هو الله أحد}، و{قل أعوذ برب الفلق}، و{قل أعوذ برب الناس}.

فهذه الآيات والسور أكثري من قراءتها وانفثي في الماء، يعني: أخرجي هواء مع مصاحبة شيء يسير من الريق لهذا الهواء في ذلك الماء، واشربي منه واغتسلي، فإنه نافع بإذن الله.

ومع هذه الآيات لو قرأت شيئا من الأحاديث التي فيها دعاء بالشفاء، كقوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم رب الناس أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما)، وكقوله: (أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة).

فهذه هي الرقية الشرعية، ولو استعنت بالثقات من النساء اللاتي يحسن الرقية الشرعية فهذا شيء حسن، واحذري من الدجالين والكذابين.

رابعا: احذري كل الحذر من وساوس الشيطان وكيده بك بأن يدعوك إلى الانتحار، فإنه جريمة كبيرة وشقاء كبير، وانتقال من تعب يسير إلى تعب كبير وشقاء طويل، فإن قاتل نفسه يعذب في نار جهنم خالدا مخلدا فيها، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.

ننصحك بأن لا تسمحي لهذه المشاعر أن تسيطر عليك، وأنك مسحورة من أناس معينين أو غير ذلك، وأما التثاؤب فهو من الشيطان؛ لأنه دليل على كسل الإنسان وضعف فيه؛ ولهذا يحبه الشيطان، وقد أرشدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى كظم التثاؤب ما استطاع الإنسان بأن يضع شيئا على فيه حتى لا يسر الشيطان بهيئته التي تدل على كسله.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن عليك بعاجل العافية والشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات