السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة بعمر 18 سنة، انتظمت في صلاتي مؤخرا، وبدأت أصليها في وقتها لمدة 4 سنوات، وأصلي الفجر في وقته، بالإضافة إلى النوافل، وأقرأ وردي اليومي، ولكن لاحظت أني في الآونة الأخيرة أتكاسل في الصلاة، لا أجمعها بل أؤخرها، ولم أعد أصلي النوافل بسبب الدراسة.
أحيانا أنام ولا أكمل قراءة وردي، وأشعر أني أبتعد عن ذكر الله، ويؤلمني هذا حقا، ولكني لا أحاول، ولا أعلم ما يمكنني فعله "اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذا هديتنا".
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يعينك على طاعته، إنه الكريم المتعال.
سعدنا جدا بانتظامك في الصلاة، ولعلك وجدت الحلاوة للانتظام في الصلاة، ونسأل الله أن يعينك على الثبات عليها، ولا شك أن التي صلت الفجر في وقتها وقامت بالنوافل، وكان لها ورد تحافظ عليه قد شعرت بلذة العبادة، وهذا من أكبر ما يعينك على تجاوز مرحلة الفتور التي تمرين بها.
اسألي الله توفيقه والسداد، وابحثي عن أسباب هذا التأخر؛ فإن أسباب هذا التأخر قد يكون وجود صديقات غير حريصات على الصلاة، وقد يكون انشغالا بالجوال أو بمواقع التواصل، وقد يكون معصية يقع فيها الإنسان، وإذا عرف السبب بطل العجب، وسهل بتوفيق الله إصلاح الخلل والعطب.
أنت بحاجة إلى أن تعودي إلى ما كنت عليه، واعلمي أن الصلاة والأذكار ليست خصما على الدراسة، بل هي عون على النجاح، وعون على الفلاح في هذه الدنيا، يخطئ من يظن أن الصلاة تؤخره أو تعوق النجاح أو تضيع وقته - والعياذ بالله - كما يفكر بعض الناس، بل الصلاة والتلاوة والنوافل والذكر لله تبارك وتعالى خير معين للإنسان على النجاح في دراسته.
أكثري كذلك من الدعاء، ونسأل الله أن يصرف قلوبنا إلى طاعته، وأن يلهمنا جميعا رشدنا وأن يعيذنا من شرور أنفسنا.
إذا: عليك بالاستغفار والتوبة من التقصير، والاستمرار في الدعاء واللجوء إلى الله، وسؤال الوالدين الدعاء لك، والحرص على البعد عن كل ما يغضب الله -تبارك وتعالى-، وعمل جدول للمذاكرة يبدأ بأوقات الصلوات، فإن تنظيم الوقت هو المطلوب، لكن ترك الصلاة لا يوفر للإنسان أي وقت؛ لأن ترك الصلاة والتقصير فيها وتأخير الصلاة يحرم الإنسان من طمأنينة النفس، ويحول بين الإنسان وبين النجاح بل بين الفلاح.
نسأل الله أن يعينك على الثبات على هذا الخير، وأنت مأجورة على هذا الألم الذي دفعك للتواصل مع الموقع، وكتابة هذه الاستشارة، أقول: هذا دليل على أن فيك خيرا، فعودي إلى نفسك، وتعوذي بالله من شيطان لا يريد لنا الخير، وكوني مع صالحات يذكرنك بالله إذا نسيت، ويكن عونا لك على طاعة الله إن ذكرت.
الإنسان يستفيد من البيئة التي فيها أخيار، ويستفيد من الناصحات والناصحين، ونسأل الله أن يعينك على الخير، واحرصي دائما إذا كنت في البيت أن تصلوا أيضا في جماعة مع الوالدة أو مع الأخوات، فإن هذا مزيد من التشجيع للإنسان على المواظبة على الصلاة، وأجر الجماعة كما هو معروف أيضا مضاعف.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.