أصبت بالخوف من إيذاء أحب الناس لي!

0 35

السؤال

كنت ألعب مع ابني وفجأة ظهر لي إحساس أني سوف أؤذيه، وبدأت البحث في جوجل، وبدأ القلق لدي كثيرا إلى أن أصبح يقودني إلى كثير من التفكير والوساوس، ثم أصبحت أخاف من أن يصبح لدي هذا الشعور بإيذاء أحب الناس لي، وكثرة التفكير في هذا الأمر والقلق من إيذاء أحب الناس لي، وأصبح دماغي يرسم صورا لي عن هذا الأمر، ولا أستطيع التوقف، وأخاف عليهم، وقد كان لي موقف سابق مع أخي بخوفي عليه، لكن لم يتعد الأسبوع، أقلق كثيرا وأخاف من إيذاء أي شخص.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: بالفعل هذا نوع من الوسواس السخيف، وينتمي هذا النوع من الوساوس إلى ما نسميه بالوساوس العنفية، أي التي فيها تخوف أو دعوة نحو العنف، بفضل من الله تعالى -يا أخي- هذا النوع من الوساوس الكثير من أصحابها لا يطبقونها، وهذه رحمة عظيمة من الله تعالى، وساوس العنف الكثير منها لا يقع فيها صاحبها، هم أناس لديهم ضمير عال جدا، لكن أحيانا تتسلط عليهم هذه الأفكار، وهي فعلا كما ذكرت لك مزعجة للإنسان.

أخي: هذه الأفكار تعالج من خلال بعض التطبيقات السلوكية، وكذلك تناول أحد الأدوية المضادة للوساوس، العلاجات السلوكية تتمثل في أن تقوم أولا بما نسميه بالتحليل الوسواسي، وذلك بأن تكتب كل هذه المخاوف الوسواسية في ورقة، تبدأ بأقلها أو أيسرها، وتطبق عليه ثلاثة تمارين سوف أذكرها لك، ثم بعد ذلك تنتقل إلى الفكرة الثانية، ثم الثالثة وهكذا، وتطبق التمارين بكل تركيز، والتمارين تطبق صباحا ومساء لمدة أسبوعين على الأقل.

التمرين الأول -يا أخي- هو ما يسمى بإيقاف الفكرة، تتخيل الفكرة الوسواسية التي تأتيك، وأنت جالس طبعا داخل الغرفة في مكان هادئ، تخيل الفكرة فقط في بدايتها، ولا تخض فيها ولا تفصلها ولا تحللها، ثم فجأة قم بمخاطبة هذه الفكرة مخاطبة مباشرة قل: (قفي قفي قفي أنت فكرة سخيفة، أنت تحت قدمي أنا لن أهتم بك) وهكذا، تكرر هذا عدة مرات، 10 أو 20 مرة، هذا جيد.

ثم بعد ذلك تنتقل إلى التمرين الثاني، وهو ما نسميه بصرف الانتباه، مثلا حين تأتيك هذه الفكرة عن ابنك اقفز وكون فكرة أخرى، تصور ابنك هذا -ما شاء الله- أكمل دراسته وأصبح في موقع علمي مرموق، وتزوج من امرأة صالحة، وهكذا، بمعنى أن تأتي بفكرة مخالفة تماما للوسواس، وهذا نسميه صرف الانتباه، ثم بعد ذلك تطبق التمرين الثالث، وهو أن تربط الفكرة الوسواسية بشيء يكون مرفوضا للنفس، هذا يسمى بالعلاج التنفيري، يعني أن نفصل ما بين الوسواس وأنفسنا، من خلال -مثلا- إيقاع بعض الألم على النفس، قم بالضرب بشدة وقوة على سطح الطاولة، وفي ذات الوقت اجلب الفكرة الوسواسية، التقاء الأمل مع الوسواس سوف يضعف الوسواس، كرر هذا التمرين مثلا 20 مرة متتالية، وهكذا تنتقل إلى الفكرة الثانية والثالثة.

أما الدواء فهو مهم جدا، ومن أفضل الأدوية التي تعالج هذا النوع من الوساوس عقار يسمى فافرين، هذا اسمه التجاري، واسمه العلمي فلوفكسمين، أريدك أن تبدأ في تناوله بجرعة 50 ملجم ليلا لمدة أسبوعين، ثم تجعلها 100 ملجم ليلا لمدة شهر، ثم 200 ملجم ليلا لمدة شهرين، ثم تخفضها إلى 100 ملجم ليلا لمدة شهرين آخرين، ثم 50 ملجم ليلا لمدة شهر، ثم 50 ملجم يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناوله، الفافرين دواء فاعل وجيد وغير إدماني، ولا يزيد الوزن، وليس له أثر سلبي على الأداء الجنسي.

هذا -يا أخي- هو الذي أنصحك به، كذلك تخلص من الفراغ، املأ وقتك بما هو مفيد، حسن إدارة وقتك، تواصل اجتماعيا، طور نفسك مهنيا، واحرص على العبادات خاصة الصلاة على وقتها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات