أخاف أن أنسى لهجتي وأفكر في كل كلمة أقولها أثناء حديثي!

0 25

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 34 سنة، أعاني من الوسواس القهري بجميع أنواعه، الوسواس الديني وغيره، توهم المرض منذ تقريبا عشرة أعوام.

المشكلة في الفترة الأخيرة جاءتني أفكار غريبة، أفكار أن كل من حولي وهم وليس حقيقة، هذه الفكرة أتعبتني جدا، وليست اختلال الأنية، بل هي فكرة في عقلي، والمشكلة رغم علمي بأن الفكرة سخيفة، ولا تمت للواقع بصلة، لكني أشعر أنها تسيطر على عقلي، ولا أستطيع التخلص منها، وأخاف أن يصدقها عقلي بالرغم من معرفتي أنها وساوس غريبة. تختفي بعض الأيام، لكنها تعود.

ثم أصبت بوساوس ثانية جعلت حياتي جحيما، جاءتني فكرة كيف يستطيع الإنسان التحدث دون أن ينسى الكلمات، أصبحت أخاف أن أنسى لهجتي وأفكر في كل كلمة أقولها، وقبل أن أتكلم تأتيني حالة خوف من أن أنسى، ولا أستطيع إيجاد الكلمات للحديث، وأصبحت أذكر نفسي دائما بأسماء الأشياء من حولي لأتأكد أني لم أنس، بالرغم من أني لما أكون مع الناس وأنسى هذه الوسوسة أتحدث بشكل عادي بدون أدنى مجهود.

أرجوكم: هل علميا يستطيع الإنسان أن يفقد القدرة على الكلام وينسى لهجته أو لا؟

والله تعبت كثيرا، أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال الواضح.

أخي الفاضل: مما يبدو من سؤالك أنك حقيقة تعاني من الوسواس القهري، وهو متنوع بين الدين، والمرض، والشك في الكلمات والأماكن، وغيرها.

نعم -أخي الفاضل- كما ذكرت في سؤالك أن الأفكار القهرية عادة تكون سخيفة بطبعها، ويدرك صاحبها أنها لا تمت للواقع بصلة، إلا أنها قهرية، أي تأتي رغما عنك، دون إرادة منك، ودون قدرتك على السيطرة عليها، ولكنك تحاول دفعها.

أخي الفاضل: يبدو أنك كل هذه الفترة الماضية -التي طالت لعشر سنوات- كنت تحاول دفع هذه الأفكار، أو تحليلها منطقيا، بحيث تخفف من أثرها عليك، إلا أنها تبدو في ازدياد وليس في تراجع، ولذلك وصلت لمرحلة من التعب والإجهاد.

أخي الفاضل: يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (تداووا عباد الله، فإنه ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء، فإذا أصاب الدواء الداء برئ بإذن الله) هذا الحديث كما ينطبق على الأمراض الجسدية البدنية، فإنه ينطبق على الأمراض النفسية، ومنها: اضطراب الوسواس القهري، ففي هذه المرحلة إذا صعب عليك الاستمرار بدفع هذه الأفكار القهرية الوسواسية، فأنصحك بمراجعة عيادة الطبيب النفسي، فقد أصبحت هناك أدوية مضادة للوسواس القهري، والتي يمكن أن تعينك لتتكيف مع الحياة بشكل طبيعي، بعيدا عن الألم والمعاناة.

ندعو الله تعالى لك بتمام الصحة والسلامة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات