كيف أستغل وقت فراغي وأحدد أهدافي في هذه الحياة؟

0 37

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بفضل الله ورحمته ومنته وعطائه وبركته، هداني للالتزام بدين الإسلام، بعد أن كنت ضالا -والعياذ بالله- في فتن هذا الزمان، ولكنني أتساءل: بما أنني تركت كل ما لا يرضاه الله -سبحانه وتعالى- فقد أصبح لدي الكثير من الوقت، وفيه شيء من البركة ولا أعلم كيف أستغله، ولا كيف أحدد الأهداف في الحياة على نهج الإسلام، واتبع أسلوب حياة المسلم الطبيعي.

أتمنى منكم في سؤالي هذا أن تكتبوا مقالة لكل من يقرؤها، تزيد من همته في اتباع الإسلام والالتزام بالدين بأسلوب سهل، وأيضا أتمنى أن تذكروا موعد النوم والأكل والشرب واللباس، فأنا أعلم أنه لا يتقيد إلا بما حرمه الله، أرجو أن يكون أسلوب حياة يفهمه كل مسلم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - ولدنا الحبيب - في استشارات إسلام ويب.

نحن سعداء جدا بتواصلك معنا، ونهنئك بما من الله تعالى به عليك وهداك إليه من الالتزام بدين الإسلام، والرجوع عن طريق الغي والضلال، وهذا فضل عظيم من الله به عليك، فأكثر من شكره، ومن شكره -سبحانه وتعالى- على هذه النعمة أن تستغل عمرك ووقتك في العمل بما يرضيه سبحانه وتعالى، بأداء الفرائض واجتناب المحرمات.

وقد أصبت - أيها الحبيب - حين أدركت أهمية الوقت وضرورة استغلاله فيما ينفع الإنسان في دينه ودنياه. وأصبت حين أدركت أن الإسلام يربي أبناءه على أهداف كبيرة وغايات نبيلة ينبغي للواحد منهم أن يسعى في حياته لتحقيقها. وأصبت ثالثا - أيها الحبيب - حين أدركت أيضا أن حياة المسلم لها طبيعتها التي تميزها عن حياة غيره من العابثين واللاهين.

ونصيحتنا لك - أيها الحبيب - أن تعتني بترتيب أعمالك خلال اليوم والليلة، ومما جاءت به شريعة الإسلام تنبيها على تقسيم الوقت والانتباه لساعاته ومرورها، ما شرعه الله سبحانه وتعالى لنا من توزيع الصلوات المفروضة خلال اليوم والليلة، فقد كلفنا بخمس صلوات وجعلها في أوقات متفرقة، وبها يتنبه الإنسان إلى أجزاء الوقت حين تمضي عليه.

فنصيحتنا لك أن تحسن ترتيب الأوقات ليسهل عليك استغلالها، واجعل من أهم المحددات أداء الصلوات الخمس في أوقاتها، واربط أعمالك بهذه الصلوات، بحيث ترتب جدولك اليومي بأداء بعض الأعمال قبل صلاة الفجر، وأعمال بعد صلاة الفجر، وكذلك الحال بالنسبة للظهر، ونحوه.

احرص -أيها الحبيب - على أن تقدم في جدول أعمالك الأهم ثم المهم، فابدأ بتقديم أداء الفرائض التي كلفك الله تعالى بها، وأداء الحقوق التي عليك، سواء كانت حقوقا لله - سبحانه وتعالى - أو حقوقا للخلق من حولك كالوالدين والزوجة - إن كنت متزوجا - ونحو ذلك.

اجعل جدولك مرتبا للاشتغال بما ينفعك في الآخرة والاشتغال بما ينفعك في الدنيا، فحدد فيه أعمالا تعينك على تجديد دينك وتقوية إيمانك، فحافظ على الأذكار في أوقاتها، أذكار الصباح وأذكار المساء، واجعل لنفسك حصة يومية في قراءة القرآن.

اجعل حصة لزيارة المرضى، واجعل حصة لمجالسة الصالحين والتواصل معهم لتتمكن من الاستزادة من العلم النافع، ويذكرونك إذا غفلت.

اعتن بشؤونك الدنيوية أيضا، فلابد أن تؤدي الأعمال التي فيها نفع لك في دنياك كاكتساب رزقك، أو تعلم حرفة، أو مهنة، أو دراسة جامعية تتأهل بها للحياة.

نوصيك كذلك - أيها الحبيب - بدوام القراءة بما يذكرك بأهمية الوقت، وهناك كتب مفيدة وجميلة، وكتيبات فيها التركيز على أهمية الوقت وكيفية استغلاله، مثل: (الوقت في حياة المسلم) للشيخ القرضاوي -رحمه الله-، وهو موجود على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت).

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات