السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر (16 سنة)، أدرس في المرحلة الثانوية، ملتزمة وأحب ديني كثيرا، وأحرص أن أتحلى بما استطعت من مكارم الأخلاق، وهذا ما دفع أحد أساتذتي إلى الإعجاب بي، وهذا ما قاله لي! وعرض علي الزواج به.
هو شاب ملتزم يعرف حدود الله، ويحترمني كثيرا، يريد أن أبقى على اتصال به لمدة 4 أشهر على الأكثر؛ لأنه سيهاجر إلى أوروبا قريبا، وسيبقى هناك سنة، وبعدها سيرجع لخطبتي.
أريد أن أشير إلى حضرتكم أن الاتصال بيننا يكون عبر الإنترنت، ولا أراه إلا في المدرسة، ولا أكون وحدي معه، بل تكون معي صديقتي، بيننا احترام كبير، وأريد أن أكمل دراستي في أوروبا، وذلك بعد سنتين تقريبا، بعد أن يكون جاهزا هو أيضا.
إنه لا يمانع من إكمال دراستي بعد الزواج، بل يشجعني، وأظن أن الزواج أفضل وسيلة لمقاومة فتن الحياة، فكيف يرى الشرع مثل هذا التعارف بنية حسنة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hidaya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فزادك الله حرصا وخيرا وسدد على طريق الخير خطاك.
فإن الشرع الحنيف يريد للنية الحسنة أن تتحول إلى عمل حسن، ولن يكون العمل حسنا إلا إذا كان فيه إخلاص وصدق ومتابعة لرسولنا صلى الله عليه وسلم الذي ما ترك خيرا إلا ودلنا عليه، ولا ترك شرا إلا وحذرنا ونهانا عنه، وكان مما نهانا عنه وحذرنا منه: الفتنة بالنساء والخلوة بالنساء والنظر إلى النساء.
ونحن نرحب بك في موقعك وبين إخوانك وآبائك، ونشكر لكما حرصكما على السؤال وحرصكما على رعاية الجوانب الشرعية، ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير، ونتمنى أن يتقدم لطلب يديك من أهلك، ويجعل هذه العلاقة معلنة، وأرجو أن تطالبيه بذلك، فإن فيه طاعة لله وسوف يزيد هذا الطلب من ثقته فيك ويزيد من ثقة أهلك بك.
كما أن من مصلحة هذا المسافر لبلاد الشهوات أن يعمل هذه الخطوة فإن فيها عونا له على العفاف، ولأن خير البر عاجله، فحبذا لو أكمل المشوار وصحبك معه ولن يصعب عليك أمر الدراسة إذا وجدت العزيمة وتوكلت على رب البرية.
ونحن ننصحكم بتقوى الله وبضرورة تفويت الفرصة على الشيطان الذي يكون بالمرصاد، فإنه عدونا اللدود، وليس في تأخير الزواج خير، وقد تم التعارف والقبول بينكما، وهذا هو أساس كل نجاح وسعادة، كما أرجو أن تعلموا أن استمرار هذا الوضع سوف يكون على حساب دراستك ومستقبله، فكل منكما سوف ينشغل بالآخر: (( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ))[الأحزاب:4].
ونسأل الله أن يحفظك ويوفقك لما يحبه ويرضاه.