السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكو من تدني شديد في الفهم، وعدم التركيز، والشعور بفقدان القيمة، والخوف من الإحراج والسرحان الشديد، لا أستطيع التركيز أثناء مشاهدة فيلم، أو قراءة أي شيء دون أن أسهو بسرحان لا معنى له، والشعور بحالة من التوهان أثناء الحديث في بداية الأمر أكون طبيعيا ولكن في وسط الحديث يأتيني شعور بعدم الفهم، وبالتالي أنسى عن ماذا يتحدث الشخص وأرد له بمجاملة بدون الفهم.
وأيضا لا أجد ما أقوله كأن الكلمات تذهب من رأسي، وأشعر بصعوبة أيضا في إخراج الكلمات، وتلعثم في أغلب الكلام كنت أظن أنه رهابا اجتماعيا ولكن بيني وبين نفسي، وتفكيري أصبح بطيء جدا، واستبعدت الرهاب الاجتماعي.
أنا الآن منعزلا خوفا من أنني أتلعثم مع الناس ويستغربون من حديثي، وتأتيني الأفكار حينما أستيقظ من النوم وتقول لي: أصبحت غبيا ولا تستطيع التخلص من المشكلة، وبعد ذلك تذهب خلال اليوم، بدأت تأتيني يوميا بعد الاستيقاظ، وأشعر بالضغط عندما يخاطبني مجموعة من الأشخاص ويصيبني التعرق، وأشعر بفقدان السيطرة، وأشعر أن مزاجي متدني نوعا ما، هذه الحالة أتتني منذ سنة تقريبا ولا أجد لها حلا وأتعبتني جدا، وكل يوم تسوء حالتي وتسبب لي الإحراج أمام المجتمع.
في السابق كنت ذكيا في النقاش، وأتمتع بأسلوب رائع وطلاقة في الحديث يجعل الشخص ينجذب لحديثي، وأيضا سرعة البديهة في الرد، وقدرة كافية على الإقناع وحل للمشاكل، أما الآن فقدت كل ذلك، تغيرت شخصيتي 180 درجة، وبدأ الكل يلاحظ التغيير الجذري سواء الأهل أو الأصدقاء، أرجو المساعدة والإرشاد.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مؤتمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.
أولا: الحمد لله على طريقة طرحك للمشكلة بأسلوب أدبي رائع، وهذا إن دل إنما يدل على رجاحة عقلك ومنطق لسانك.
ثانيا نقول لك: إن المشكلة التي تعاني منها ربما تكون بسبب عدم الثقة بالنفس، إذا استبعدنا الأسباب الطبية الأخرى مثل نقص الانتباه والتركيز واضطرابات الذاكرة، فالأمر يحتاج منك إلى:
1- إجراء الفحص العصبي المعرفي للتأكد بأنه لا توجد مشكلة عصبية معرفية.
2- عليك أن تفكر فيما حدث لك من أحداث أو مواقف حياتية اجتماعية في الماضي - القريب أو البعيد - أدت إلى ظهور هذه المشكلة على السطح، فربما يكون هنالك موقفا معينا تأثرت به لا شعوريا أدى إلى ظهور هذه الأعراض.
3- تعلم أن الجهاز الكلامي يتأثر بسبب الخوف أو القلق أو التوتر، ولا يؤدي وظيفته بالصورة المطلوبة حتى ولو كانت حصيلتك اللغوية جيدة.
4- المطلوب منك الآن هو إعادة الثقة بالنفس، بعدم المقارنة مع الآخرين في القدرات والمهارات، وعدم تضخيم الخطأ، وبعدم محاولة إخفاء العيوب والنواقص أمام الآخرين، فابدأ بإدارة حلقات نقاش مصغرة مع من تحب من الأقارب والأصدقاء، ثم انطلق إلى التحدث مع الغرباء، درجة درجة، ولا تضع نفسك أثناء الحديث في دور المدافع، فإن ذلك يتطلب منك مجهودا وطاقة نفسية أكثر مما تكون في دور المهاجم الذي يدير النقاش ويسأل الأسئلة ويطرح الأفكار.
كل ما في الأمر - ابننا العزيز - هو الرجوع إلى ما كنت عليه إن شاء الله بثقة تامة؛ لأن قدراتك العقلية تؤهلك لذلك، وافسح المجال لمهاراتك ولإمكانياتك مرة أخرى.
والله الموفق.