زوجتي تحب الجدال وفرض رأيها في كل شيء، فكيف أتصرف؟

0 2

السؤال

السلام عليكم..

أنا متزوج منذ سنتين، وقد رزقنا الله بطفل، وزوجتي الآن حامل في شهرها الثامن، وهي تعاملني كطفل لم يتعد عمره ٣ سنوات، تسألني عن كل شيء أقوم به، وتحقق معي بالتفصيل الممل، وإذا رفضت أن أجيبها تقول لي: إنه أمر طبيعي أن تسأل الزوجة زوجها عن كل شيء، كذلك تحب فرض رأيها، ولا يعجبها العجب، حتى وإن كان حديثي عاديا، فإذا أخبرتها بأنه يعجبني هذا اللون، فإنها تفرض رأيها بعكس ما أقوله، وتقول لا، ذوقك سيء، واللون الآخر هو الأجمل، والعديد من المواقف التصادمية بكل حوار أو نقاش.

أصبحت لا أتحدث معها كثيرا، وأبتعد عن جو النقاش، ولا أطيق وجودي معها، وأهرب لأصدقائي، وأمضي يومي معهم، ولا أشعر بهيبتي كزوج ورجل قائم على هذا المنزل.

المشكلة أننا بعد أن نتشاجر فإنها تصالحني بسرعة، ولا تعطيني الوقت الكافي لأشعرها بخطئها، وعندما أشعرها بخطئها تتفهم، ولكن سرعان ما تعود لتكرر نفس الخطأ، وهذا الأسلوب في التعامل معي؛ جعل مني شخصا عصبيا يغضب لأتفه الأسباب.

بالنسبة لأهلها: فإن والدتها متحكمة في زوجها وبيتها، وأظن أن هذا هو السبب الرئيس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الكريم، وأخانا الفاضل- ونشكر لك الاهتمام، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي زوجتك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأرجو أن تعلم أن هذه الزوجة -بلا شك- متأثرة بنمط الحياة الذي نشأت عليه؛ فالتنشئة لها آثار كبيرة على الإنسان، ولكن كنا نتمنى حقيقة أن تذكر الجوانب الإيجابية في شخصية هذه الزوجة، فقد رأينا السلبيات، ونريد أن نسمع ونرى الإيجابيات؛ حتى نستطيع أن نوازن في الحل.

ويبدو أن هذه الزوجة فعلا عندها غيرة زائدة، أو هي تعيش خبرات تعلمتها من والدتها، أو من أسرتها، ونتمنى أيضا أن تذكر لنا الإيجابيات، وأن تحاول أن تسايرها في الأمور التي لا تضر؛ فبعض الناس يريد أن يتعامل مع الزوجة على أنها رجل، ويتعامل معها بنفس عقليته، وأعتقد أن الأمور تحتاج لأن تفوت وتمرر بعض الأمور؛ فليس من الضروري أن تقف عند اللوم الذي تخالفك فيه، وماذا لو جاريتها؟ وخاصة في الأمور العادية؟

نحن لا نؤيد ما يحصل منها، ولكن نؤكد لك أنه بالإمكان أن تتغير هذه الصورة بقليل من المسايرة منك، وبالتركيز على إيجابياتها، وبفهم الجوانب المؤسسة لهذا الإشكال الذي هو عندها، فسرعة رجوعها، واستماعها للكلام، وقبولها للنقاش، هذا يدل على الخير الذي فيها، وعلى إمكانية حصول التغيير، وأيضا نحن نرفض طريقة الغموض في تعاملك؛ لأن هذا يعمق الحالة، فكونك تختفي عنها، أو تذهب إلى أصدقائك، أو تهرب لمعظم الوقت، أو تصمت عندها، هذه أشياء مخيفة بالنسبة للمرأة، وهذا هو الذي يزيد الأمور تعقيدا.

وعليه: نقترح عليكما أن تكتبا استشارة مشتركة، أو تطلب منها أن تكتب ما عندها؛ حتى نرى الموضوع من وجهة نظرها، وبعد ذلك نستطيع أن نضع لك ولها النقاط على الحروف، فإن هذا الكلام سمعناه من جانب واحد، وسمعنا أيضا السلبيات دون الإيجابيات، وفي محاولة منا أن نجد الأسباب.

كما أنك تقول: (نتشاجر، ولكنها تصالحني بسرعة)، وهذه ميزة تحتاج لأن نقف عندها، لنحلل هذا الوضع، وتقول: (وعندما أشعرها بخطئها تتفهم)، وهذه أيضا نقطة إيجابية، ولكن (سرعان ما تعود لتكرر نفس الخطأ)، طبعا نحن أيضا نريد أن نعرف ما هو الخطأ، وما هي هذه المعالجات التي تمت.

وأيضا أنت تقول: (جعلني شخصا عصبيا) لا؛ فالمرأة تحتاج إلى صبر، وتحتاج إلى أن تتفهم أنها عاطفية، وتحتاج إلى شيء من المسايرة، والرجل ينبغي أن يكون موافقا لأهله في الأمور العادية التي لا تضر، والمرأة أحيانا تتكلم، والرجل ينبغي أن يحسن الاستماع، وليس من الضروري أن ينفذ كل ما يقال، ولكن من المهم أن يسمع كل ما يقال.

وبالتالي أنا أعتقد أن تواصلك معنا، وعرض الإيجابيات التي عندها، ومطالبتها بأن تعرض وجهة نظرها، والتركيز على تعاملها مع أطفالها، وتحديد الأمور التي تسبب الإشكال بالنسبة لها؛ سيساعدنا -إن شاء الله- في وضع النقاط على الحروف.

ننتظر منك مزيدا من التوضيحات، ونسأل الله أن يوفقك ويرفعك عنده درجات، ونختم بوصية النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر)، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونسأل الله أن يهدي هذه الزوجة إلى ما يحب ربنا ويرضاه.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات