السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أجد ضيقا في نفسي لأسباب تذكري للذنوب التي فعلتها قبل أن ألتزم، وأحس بشعور الضيق عندما أفعل ذنبا بعد الالتزام، علما بأن الله يراني.
أجد في نفسي ثقلا ونسيانا، وأحيانا لعمل صالح كنت أنوي فعله، وضيقا في صدري، وهنالك الكثير من الأوقات، وعندي الكثير من الوساوس منذ بدأت الالتزام، فهل من طريقة لردع الوساوس ولإشغال وقتي فيما ينفع؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - ولدنا الحبيب - في استشارات إسلام ويب.
أولا: نهنئك - أيها الحبيب - بفضل الله تعالى عليك، وهدايتك إلى الالتزام، وهذه نعمة كبرى ومنة جسيمة من الله تعالى بها عليك، فينبغي أن تشكر الله، وشكره أن تكثر ما استطعت من التقرب إلى الله تعالى وطاعته واستغلال عمرك فيما ينفعك عند الله تعالى.
ما ذكرته - أيها الحبيب - من آثار الذنوب هي نتائج متوقعة للذنوب والمعاصي، وقد قال القائل: (إذا كنت قد أوحشتك الذنوب فدعها إذا شئت واستأنس)، فالذنوب بلا شك تورث في القلب ضيقا ووحشة وقلقا، والطاعات بعكس ذلك، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
للذنب كما قال ابن عباس - رضي الله تعالى عنه - (ظلمة في القلب، وسواد في الوجه، وللحسنة ضياء في القلب ونور في الوجه)، فالذنب لا بد وأن يؤثر على هذا الإنسان بهذا النوع من التأثير وزيادة.
ما تشعر به أيضا من ثقل الطاعات والقربات بسبب الذنوب هي نتيجة مقررة، فقد أخبرنا الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم في آيات كثيرة عن تقييده لبعض الناس للطاعات بسبب ذنوب سابقة لهم، فقال سبحانه وتعالى: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا}.
الخلاص - أيها الحبيب - من هذا كله بتجديد التوبة والمسارعة إليها، فكلما وقع الإنسان في ذنب وضعفت نفسه وغواه شيطانه فعليه أن يبادر إلى التوبة، والتوبة أمرها سهل يسير لمن يسره الله تعالى عليه بالندم على فعل الذنب، والعزم على عدم الرجوع إليه في المستقبل، مع الإقلاع عنه، فإذا فعل ذلك تاب الله تعالى عليه ومحى ذنبه، فإن التوبة تمحو الذنوب التي قبلها، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).
نصيحتنا لك - أيها الحبيب - حتى تتمكن من إشغال وقتك بما ينفعك تتلخص في الآتي:
أولا: احرص على ترتيب وقتك، وفق الفرائض والتكاليف التي كلفك الله بها، فلا تسامح نفسك بالتغيب عن صلاة الجماعة في المسجد، في الصلوات الخمس.
احرص على أن تصلي معها نوافل الصلوات، السنن الراتبة القبلية والبعدية، واحرص مع ذلك على أن تقرأ شيئا من القرآن ولو شيئا يسيرا في كل صلاة من الصلوات، عندما تذهب إلى المسجد احرص على أن تقرأ صفحتين أو ثلاثا أو أربعا من القرآن الكريم، وستجد نفسك بهذه الطريقة السهلة اليسيرة قد أنجزت شيئا كثيرا.
من ذلك المحافظة على الأذكار خلال اليوم والليلة، كأذكار الصباح والمساء، ونحو ذلك.
ثانيا: احرص على مرافقة ومصاحبة الصالحين من الرجال الكبار ومن الشباب الذين هم في سنك، فالصاحب ساحب، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)، فاحرص على أن تجالسهم وتتواصل معهم، وستجد في ذلك عونا لك على ما ينفعك إن شاء الله.
ثالثا: احرص على تعلم العلم الشرعي والاستزادة منه، وهو متيسر كثير ولله الحمد، فالمواقع الإلكترونية لكبار العلماء مملوءة بالمواد العلمية التي يمكن أن تسمع وترتب وقتك لسماع شيء منها.
بهذا السلوك وبنحوه وبمثله ستجد نفسك أنك قد ملأت وقتك بما يعود عليك بالنفع.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر أمرك ويسهل لك الخير.