كيف أرجع علاقتي القوية بالله؟

0 34

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة مؤمنة بشكل جيد جدا، وبعلاقة خاصة جدا مع الله جل في علاه، فطالما كان ينقذني من كربات لا أعلم كيف خرجت منها! وكيف ما زلت على قيد الحياة بعدها.

كما أن دعائي لم يكن يرد أبدا، كان علي فقط الدعاء ويتحقق ما أتمناه، وعند الحيرة في أمور الدنيا أذهب لله فقط لأستشيره، ولا أذكر أني قمت باستشارة أحد سواه.

أنا أقرأ القرآن يوميا، وأقرأ الأذكار كذلك، ولباسي محتشم، إلا أني منذ نحو 4 شهور لم يعد هناك اتصال بيني وبين الله، طلبت منه الكثير أن يغفر لي ويسامحني إن بدر مني ما يغضبه، ودعوته في أمور كثيرة أخرى، حتى إن حياتي تعسرت، وأصبحت أشكو قلة الحيلة، ومحدودية الدخل وانقطاعه أيضا.

لقد كانت تلك الشهور تمر بسرعة لا مثيل لها، ولم أكن أعرف كيف يمضي اليوم.

كان بيني وبين الله لقاءات في أحلامي، وكنت أشاهد أسبوعيا رؤيا تسعدني جدا، وكان الله يطمئنني بوجوده بجانبي، ودعمه المطلق لي، وحمايته لي من صعوبات الحياة، وخبث البشر وشياطين الجن والإنس الذين لم يتركوني يوما.

لا أعرف ماذا حصل حتى فقدت كل ذلك، وما الحل حتى تعود علاقتي بالله كما كانت؟ الشعور بالخوف والقلق بالموت، وهل الله غضبان مني؟ ماذا أفعل؟ أرجوكم أرشدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - ابنتنا الكريمة - في استشارات إسلام ويب.

أولا: نذكرك - ابنتنا الكريمة - بأهمية شكر نعمة الله تعالى عليك، فإن شكر النعمة سبب للزيادة منها، وقد قال الله في كتابه الكريم: {لئن شكرتم لأزيدنكم}، فأكثري من شكر الله تعالى على ما أنعم به عليك من الإقبال على طاعته، والاشتغال بذكره وبما يرضيه.

احذري من كيد الشيطان ومكره الذي يريد أن يصرفك عن هذا الطريق بكل ما أمكنه من وسائل وحيل وألاعيب، فإنه يحرص كل الحرص على صدك عن سبيل الله، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم عمله وجهده فقال: (إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه كلها)، فهو حريص على أن يصدك عن ذكر الله وعن الصلاة، كما أخبر الله تعالى عنه في كتابه الكريم.

اعلمي أن الله سبحانه وتعالى رحيم، لطيف بعباده، يقدر لهم ما فيه الخير لهم، وهو سبحانه وتعالى أعلم بهذا الخير، فليس بالضرورة أن يكون ما تتمنينه هو الخير، فقد يقدر الله تعالى عليك حرمانا من بعض الأشياء التي تحبينها، أو يقدر عليك بعض المكروهات، وفي ذلك القدر الخير كله، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

ليس بالضرورة أن تكون إجابة الله تعالى للدعاء هي أن يعطينا الله تعالى نفس الشيء الذي سألناه، فقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن إجابة الدعاء تتمثل في صور كثيرة، فقد يعطينا الله تعالى ما سألناه، وقد يصرف عنا مكروها آخر ما كنا نعلمه، وقد يدخر الله تعالى لنا ثواب هذه الدعوات إلى يوم القيامة، وكل ذلك إجابة للدعاء، فأحسني ظنك بالله سبحانه وتعالى، واعلمي أنه سبحانه وتعالى مع عباده المؤمنين المتقين المحسنين، ومن كان الله تعالى معه فإنه لن يضيع.

اعلمي كذلك - أيتها البنت العزيزة - أن الله سبحانه وتعالى لا يقطع عن الإنسان ثوابه وأجره وفضله، حتى ينقطع هذا الإنسان عن الاشتغال بالطاعة والتقرب إلى الله تعالى، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يمل الله حتى تملوا) أي: لا يقطع الله تعالى ثوابه وخيره عنكم، حتى تنقطعوا أنتم عن العمل.

نصيحتنا لك -حتى تعود علاقتك بالله كما كانت- أن تجددي التوبة دائما بالندم على فعل المعاصي والذنوب، والعزم على عدم الرجوع إليها في المستقبل، والإقلاع عنها، وملازمة أداء الفرائض التي كلفك الله تعالى بها أولا بأول بدون تأخير أو تسويف. ثم بالتعرف على النساء الصالحات والفتيات الطيبات، والاشتغال معهن بما فيه فائدة ونفع لك في دينك ودنياك.

إذا مشى الإنسان المسلم - رجلا كان أو امرأة - على هذا الطريق، فإنه لا ينبغي له أن يقلق بعد ذلك من الموت، أو يخاف منه؛ لأن الموت انتقال إلى حياة أكثر نعيما وأكثر راحة للإنسان المسلم، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر).

احرصي على إرضاء ربك بأداء الفرائض التي كلفك الله تعالى بها، واجتناب المحرمات التي حرمها عليك، وستجدين أن الله تعالى يشرح صدرك من جديد ويوفقك لأعمال صالحة كثيرة.

نسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات