السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مساكم الله بالخير.

أولا: يا أعزائي الكرام مشكلتي مشكلة بسيطة نوعا ما، ولكنها مؤذية بشكل كبير ألا وهي النسيان، يعني جماعتي تخلوا عني بسببها، يخافون أن أضيع عليهم أشياءهم ولا يأمنوا أن يتركوها لدي، أهلي لا ينادونني إلا يا (الضائع والناسي)، أضعت بطاقات كثيرة بسبب هذه المشكلة، وأرغب أن أكون طبيعيا، حتى أني في مرة كنت أبحث عن المشط وهو في يدي! يعني نسيان غير طبيعي، والحديث حول مشكلتي هذه يطول، الأمر صعب جدا ومتعب!

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ظافر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أولا: سبب ضعف التركيز واضطرابات الذاكرة لها مسببات كثيرة، هنالك مسببات نفسية، كالقلق وكالاكتئاب والإجهاد النفسي، وهنالك مسببات عضوية، كالأمراض، الزهايمر، والخرف الوعائي، وحالات أخرى كثيرة، وهذه طبعا مستبعدة جدا في حالتك، فأنت لست في عمرها.

ثانيا: الشيء الغالب هو أنك ربما تكون فقط محتاج لتجري بعض الفحوصات التأكيدية، وهذه الفحوصات تتكون من معرفة مستوى الدم، وحتى فقر الدم في بعض الأحيان يؤدي إلى تشتت التركيز، يجب أن تتأكد من وظائف الكلى، ووظائف الكبد، ومستوى الدهون، ويجب أن تتأكد من وظائف الغدة الدرقية، أي عجز في الغدة الدرقية يؤدي إلى نسيان شديد، كما يجب أن تتأكد من مستوى فيتامين (B12) وفيتامين (D)، هذه أيضا مركبات مهمة جدا فيما يتعلق بالذاكرة وتقويتها.

ثالثا: بعد أن تتأكد أن كل هذه المكونات صحيحة انظر إلى نفسك ما الذي يجعلك لا تركز؟ هل أنت قلق؟ هل أنت مثلا لا تدير وقتك بصورة صحيحة؟ هل أنت لا تتناول قسطا كافيا من النوم والراحة؟ هل طريقة التغذية غير صحيحة؟ هل هنالك مشاعر أو مكونات اكتئاب؟ ... كل هذه يجب أن تراجع لأنها أسباب رئيسية.

رابعا: ذهابك إلى الطبيب سيكون أمرا مفيدا جدا، خاصة الطبيب النفسي، سوف يقوم بفحص حالتك، وسوف يطلب الفحوصات التي ذكرتها لك، وفي الغالب الأمر إن شاء الله ليس أمرا خطيرا، لا أتوقع وجود أي حالة عضوية، لكن التأكد من الغدة الدرقية ومستوى فيتامين (B12) مهم جدا، وهذه سهلة التعويض، إن كان فيها أي خلل، وإن كان هنالك عدم ارتياح نفسي أو قلق؛ في هذه الحالة سوف تتناول أحد مضادات القلق، مع الحرص على ممارسة الرياضة بانتظام، والحرص على تجنب النوم في وقت النهار، والاعتماد على النوم الليلي المبكر، وتنشيط الذاكرة من خلال القراءة، والاطلاع، وقراءة القرآن بتدبر وتمعن على وجه الخصوص تحسن التركيز كثيرا.

فأرجو -أخي الكريم- أن تتبع هذه النصائح التي ذكرتها لك، وتتواصل معي بعد أن تقابل الطبيب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.