وصايا في التعامل مع تغير شخصية الأب العاطفية إلى القسوة

0 435

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 16 سنة، أعاني مشكلا وحيدا وهو أبي الذي تغيرت معاملته معنا في البيت تغيرا مفاجئا، فمن أب مرح وحنون إلى آخر يسيطر عليه الصراخ والضجر.

أرجوكم يا إخوتي أن تجدوا لي حلا؛ فأنا أصبحت أرى أن الحل هو الانتحار.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ رجاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العظيم أن يلهمك الصواب وأن يجنبك العذاب.

إن الانتحار كبيرة من كبائر الذنوب تحرم صاحبها من رحمة علام الغيوب، وتدل على ضعف في الإيمان واعتراض على الأقدار، فاستغفري الله من هذا الوسواس، واشتغلي بطاعة مالك الأكوان رب الناس، وتوجهي إليه فإنه يكشف الضر ويرفع البأس.

اعلمي أن السعيدة هي من طال عمرها في رضا الله، والمؤمنة لا تتمنى الموت لضر نزل بها، لكنها تقول: اللهم أحيني إذا كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي، ولا أظن أن ما يحدث بينكم يستحق هذا اليأس والتشاؤم، بل إن إظهار الضيق من تصرفات الوالد يعقد الأمور ويرسخ تلك الحالة التي أحسبها طارئة.

لا يخفى عليكم أن أهم خطوات العلاج –بعد التوجه إلى الله– هو الاجتهاد في معرفة أسباب هذا التغير المفاجئ، فإنه إذا عرف السبب بطل العجب، فربما كان السبب مرضيا، فعند ذلك ينبغي أن نبحث عن الأطباء الأمناء، فإن بعض الأمراض تسبب التوتر كالقولون العصبي ومرض السكر وغيره مما يذكره أهل الاختصاص، وربما كان السبب من العمل، فإن بيئة العمل فيها مشاكل وأزمات، وقد يكون السبب ماديا، والأزمات المالية تلقي بظلالها على الإنسان إذا لم يفكر بطريقة أهل الإيمان.

مما يساعد في علاج هذه الحالة ما يلي:

1- تهيئة البيئة الهادئة للوالد عند دخوله للبيت.

2- تجنب الأشياء التي تغضبه.

3- عدم إكثار الطلبات عليه.

4- الإكثار من الدعاء له، وعمارة البيت بالذكر والقرآن.

5- مدحه والثناء عليه والاعتراف بفضله.

6- طلب مساعدة ونصح من كان يحبهم ويحترمهم من الأهل والجيران.

7- الصبر والاحتمال، والعاقبة للصابرين.

8- عدم مقارنته بآباء الآخرين.

9- تذكيره بالله ودعوته إلى طاعته والإنابة إليه.

10- زيادة البر والإحسان له.

11- توبة الجميع إلى الله؛ فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة.

12- المواظبة على قراءة خواتيم البقرة وآية الكرسي والمعوذات، والحرص على أذكار الصباح والمساء، بالإضافة إلى سورة البقرة.

ونسأل الله أن يصلح الأحوال ويبارك في الأعمال، وأن يرزقنا طاعة الكبير المتعال، وعليكم بكثرة الاستغفار والصلاة والسلام على نبينا المختار.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات