السؤال
تم تشخيص مرضي من قبل دكتور باضطراب adhd، والدكتور كتب لي دواء اتوموكس، وقد أخذته لمدة ٣ شهور تقريبا، ولكن لم تتحسن حالتي، وحاليا أوقفته ولا آخذ أي أدوية، وأريد من حضراتكم أن تكتبوا لي دواء آخر لاضطراب adhd؛ لأنني غير قادر على الذهاب للطبيب مرة أخرى.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أيها الفاضل الكريم: تشخيص فرط الحركة مع تشتت الانتباه، أو تشتت الانتباه دون فرط في الحركة، هو تشخيص فني له معاييره، ولا بد أن يتم التشخيص بواسطة الطبيب المختص الذي له خبرة واسعة في هذه المتلازمة، والتشخيص يكون من خلال المقابلة والمناظرة الإكلينيكية المباشرة، والتي يضاف إليها أن تطبق بعض المقاييس النفسية التي يعرف عنها أنها تفيد جدا في تأكيد تشخيص هذه المتلازمة، هذا من ناحية.
من ناحية أخرى -أخي الكريم- فرط الحركة المصحوب بتشتت الانتباه أو تشتت الانتباه دون فرط في الحركة، أصبح الآن أحد التشخيصات التي يكثر تشخيصها، لدرجة أن كثيرا من العلماء النفسيين المعتبرين يشككون في هذا التشخيص، والإشكالية في أن تشخيص هذه العلة يعني أن يعطى الإنسان الأدوية التي تنتمي لمجموعة الانفيتامينات، وهي أدوية مفيدة جدا لعلاج ADHD، لكنها في ذات الوقت قد تؤدي إلى التعود، ونحن لا نشك أبدا في مقدرات الأخ الطبيب الذي ذهبت إليه، والتومكستين وهو التوماكسن والذي يسمى أيضا استراتيرا، هو من الأدوية المفيدة جدا، لكنه بطيء الفعالية.
الثلاثة أشهر التي تناولت العلاج فيها قد لا تكفي يا أخي الكريم، ليست حكما أبدا، ويجب أن تكون الجرعة هي الجرعة الصحيحة، فلا تتوقف عنه، وأنا أنصحك من وجهة نظري إذا كنت واثقا من التشخيص وواثقا في الطبيب أن تستمر على الدواء، ويمكن أن يضاف له دواء آخر، فكثير من مضادات الاكتئاب بجرعات صغيرة وكذلك مضادات الذهان بجرعات صغيرة، تفيد أيضا جدا في التحسن في هذه الحالة.
مثلا عقار سيرترالين، والذي يعرف باسم لسترال أو زوالفت، نحن نعطيه أيضا لعلاج هذه الحالات، يضاف إليه جرعة صغيرة من عقار رسبيريادون 1 مليجرام ليلا مثلا، تكون كافية جدا لتدعم الاستراتيرا، فيا أخي الكريم هذا هو الذي أنصحك به، والمتابعة مع الطبيب حتى وإن كانت متباعدة هي أيضا مفيدة، وطبعا من الضروري جدا أن تنظم وقتك، وأن تقوم بإجراء تمارين استرخائية تقوم على التأمل والتدبر والعمق الذاتي؛ لأن هذا يحسن التركيز، يجب أن تنام نوما ليليا كافيا، وتتجنب النوم النهاري، يجب أن تقلل من تناول المثيرات كالشاي والقهوة وكل محتويات الكافيين، هذه أيضا لها عائد جيد جدا، ممارسة الرياضة أيضا ذات فائدة كبيرة جدا، أتمنى أن نكون قد أوفينا ما تطلبه.
وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.