تأتيني وساوس بأن كل ما حولي غير حقيقي، فما العلاج؟

0 35

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحدث لي أحداث غريبة تقلقني، وتصيبني الحيرة منها، مثلا أرى شخصا مرة في الشارع، يعمل حركة معينة، وبعد فترة بنفس المكان أرى هذا الشخص يعيد نفس الحركة بالضبط! ومرات أرى شخصا لابسا ملابس معينة، وبعدها أنظر إليه أراها ملابس أخرى، ومرة أرى شيئا على الصابون، وبعد فترة لا أراه.

تعبت من كثرة التفكير في هذه المواضيع، والاهتمام لها، لأنها تمنعني من الاستمتاع بالحياة من كثرة التفكير فيها.

ما تفسيركم لهذا؟ وكيف أتخلص من التفكير في هذه الأمور؟ تأتيني وساوس بأن كل من حولي غير حقيقي! لا أعلم لماذا أقوم باستفهامها، ويحاول الوسواس أن يقنعني بذلك من خلال أحداث غريبة تحدث معي.

أرى شخصا في مكان يعمل حركات معينة، وأمامه شخص في مرة أخرى أرى هذا الشخص بنفس الحركات بالضبط، وبنفس المكان، والملابس، ومن معه موجود.

أخاف مما يحصل كثيرا، لدرجة أني أفيق من النوم ونبضات قلبي سريعة جدا، وتشغل كامل تفكيري وأحيانا أبكي، علما بأن لها أكثر من ثلاثة أشهر، ولم تذهب عني إلا نادرا، ما تفسيركم لذلك؟ وما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - أخي الفاضل - عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أخي الفاضل: بالرغم من أنك استعملت كلمة (وسواس) إلا أن ما وصفته هو بعيد جدا عما نسميه بالاضطراب الوسواسي القهري، فهو شيء آخر. إن ما وصفت من أعراض إنما هي تنسجم أكثر مع حالة نفسية يشعر فيها الإنسان بتغير في البيئة من حوله، فيلاحظ أشياء ربما لم يلاحظها من قبل، أو يلاحظ نفس الأمر أكثر من مرة. هذا ليس هو الوسواس الذي نتحدث عنه، وإنما هي حالة نفسية، في الغالب أن سببها التعب والإجهاد، ربما قلة النوم، ووجود أمور تشغل بال الإنسان.

وما يؤكد هذا الذي ذهبت إليه ما وصفت في آخر سؤالك من أنك تستيقظ من النوم بنبضات قلب متسرعة، وأحيانا تكون متأثرا عاطفيا بالبكاء، فهذا أيضا - وهو قريب مما وصفته - قريب مما يعرف بنوبات الهلع أو الذعر، حيث يشعر الإنسان باضطراب وقلق وتوتر وتسرع في ضربات القلب، وإن كان قلبه سليما ومعافى إن شاء الله تعالى.

فكل هذا الذي ذكرته في سؤالك أرجح أنه حالة نفسية بسبب التعب والإجهاد، وربما انشغال البال، فأرجو ألا يقلقك ما يحصل معك، ومع ذلك طالما أن الأمر من ثلاثة أشهر فأنصحك أولا أن تذهب إلى طبيب عام ليقوم بالفحص الطبي الطبيعي، وربما يقوم ببعض الفحوصات الطبية المخبرية، ككريات الدم الحمراء، والهيموجلوبين، وغيرها، ليستبعد أمورا عضوية، وهو في النهاية سيعطيك نتيجة هذه الاختبارات، وينصحك بالخطوة التالية التي يمكنك القيام بها.

أخي الفاضل: يجب أن أذكرك هنا بضرورة نمط الحياة الصحي، من ناحية التغذية السليمة، والنشاط الرياضي، وساعات النوم المناسبة.

أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والشفاء والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات