السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
تقدمت بمعية والدي ووالدتي لخطبة فتاة، ووجدت فيها ما كنت أبحث عنه من مواصفات، لكن بعد شهرين من الخطبة فوجئت برفض والدي لهذا الزواج، بحجة أن أهل الفتاة فقراء وأن والدها ليس له عمل ثابت وأنهم سيكثرون من زياراتهم لبيتنا.
فهل يجوز لوالدي أن يرفض لهذه الأسباب؟ وهل من حقي أن أتخلى عن هذه الفتاة مع العلم أنني كنت أرغمها على الخروج معي دون حضور أحد من أهلها بعد أن وعدتها بأن لا أتخلى عنها، وأنها ستكون زوجتي، إن شاء الله.
من فضلكم أفتوني في هذا الأمر فأنا لا أريد أن أظلم وأخلف وعدي لتلك الفتاة، وقد تعلقت بي وتعلقت بها، وأشعر بالذنب حيال ما فعلت.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يسهل أمرك وأن يغفر لك ذنبك، وأن يلهمك السداد والرشاد.
فإن المسلمين على شروطهم، والله تبارك وتعالى لا يهدي كيد الخائنين، ولن يجد من يخون العهود خيرا، وليس في الفقر عيب، وأرجو أن تتمسك بتلك الفتاة وتتلطف مع والدك واحرص على رضاه، وذكره بما يقتضيه الإيمان وما تتطلبه الرجولة والشهامة من التزام بالعهود وثبات على الكلمة وحرص على الوفاء.
وليس في الأسباب المذكورة من قبل والدك ما يقنع، ونعوذ بالله من شرور الأنفس، ونحن نخشى على من يعير الناس بالفقر أن يبتليه الله بالفقر، وقد كان سلف الأمة الأبرار يخافون من عواقب السخرية بالآخرين، وكان ذلك الخوف دليلا على كمال عقلهم وقوة دينهم.
وليس في الفقر عيب كما أنه ليس في الغنى ميزة إلا إذا كان صاحبه شاكرا مطيعا، ومن تمام شكر النعمة ألا يتخذها الإنسان وسيلة للتقليل من الآخرين والتكبر عليهم، والفقر خير من الغنى الذي يطغي ويلهي.
ونحن ننصح بعدم خلف الوعد ونخوفك من الظلم، وأرجو أن تسارع بإكمال مراسيم الزواج، وتجنب الخروج مع الفتاة على انفراد، وتذكر أن الخطيئة ما هي إلا وعد بالزواج، واعلم أننا لا نرضى مثل هذا الموقف لبناتنا وأخواتنا، فلماذا نرضاه للآخرين؟ ألا نتقي رب العالمين؟
وأرجو أن تجد في أعمامك والعقلاء عندك من يساعدك على إقناع الوالد، ولست مطالبا بمجاملته إذا تبين لك الحق، واحرص على تطييب خاطره وإحسان صحبته.
واحرص على تقوى الله، فإنه سبحانه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.