السؤال
السلام عليكم..
والدي عمره 56 عاما، أجريت له عملية استئصال جزئي للبروستاتا، وكان يبلغ حجمها 280 cc، وكان حميدا، ولكنه الآن أصبح بحجم 45 cc، كما أنه أصبح من بعد العملية يتألم أثناء التبول، وتم إجراء صورة طبقية له، وتبين وجود قطعة في المثانة على الجهة اليسرى بحجم 2 سم 4.4 ، وقد قال الطبيب بأنه يجب إزالتها بالمنظار.
فهل هذه العملية خطيرة؟ وكم تستغرق؟ وكم يحتاج للاستراحة بعد العملية؟ مع العلم أن والدي أصابه نزف في العملية الأولى، ولكن بعد ذلك سارت الأمور كما يرام -بفضل الله-.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يبدو لي من رسالتك التي أرسلتها أن والدك لديه نتوء أو نمو على جدار المثانة، أو "قطعة" كما تصف في رسالتك، مما قد يفسر وجود الألم أثناء التبول كما ذكرت.
ولعله من الجدير بالذكر هنا أنه من النادر جدا أن تستتبع عملية إزالة البروستاتا آلاما عند التبول إلا في حالات نادرة؛ تكون نتيجة تضيق في مجرى البول حول مكان العملية، أو في عنق المثانة، نتيجة الالتهابات، أو تسرب التيار الكهربائي من جهاز الاستئصال في المنظار، أو حتى من استطالة مدة بقاء القسطرة البولية، أو كثرة استخدام الموسعات أو المناظير في معالجة بعض المضاعفات مثل النزيف ونحوه.
وعادة فإن التضيق سالف الذكر يكون تدريجيا، ويأخذ بعض الوقت للظهور، ويمكن التأكد منه بإجراء فحص لدفع البول عن طريق جهاز معين متوفر في معظم عيادات المسالك البولية، أو عن طريق إجراء تصوير صبغي لمجرى البول، ويمكن علاج الحالة بعد ذلك.
على كل حال، وبصورة منفصلة، فإنه يتعين على الطبيب المعالج إجراء منظار للمثانة، ومن ثم أخذ عينة أو خزعة من هذا النشوء المتواجد على جدار المثانة؛ وذلك بهدف التأكد من نوعيته عن طريق الاستكشاف النسيجي في المختبر، والتأكد من وجود أو عدم وجود ورم حميد أو سرطاني، ونوعه، ومدى انتشاره في جدار المثانة؛ لأن العلاج بعد ذلك يتوقف على هذه النتيجة.
أما بالنسبة لعملية المنظار نفسها: فهي بسيطة، وتستوجب من الجراح أن يجري منظارا تشخيصيا، بحيث يتفحص كل جوانب الإحليل والمثانة بحثا عن أي تغيرات بها، ومن ثم أخذ عينات منها ومن القطعة التي ذكرت.
ويتعين على الطبيب التأكد من خلو البول من الالتهابات، وقد يصف مضادا حيويا قبل إجراء المنظار، وبناء على ما ذكرت من تعرض والدك للنزف بعد عملية البروستاتا الأخيرة؛ فإنه يتوجب على الطبيب التأكد من خلو الوالد من الأمراض التي تؤدي إلى تأخير تميع الدم.
وأثناء إجراء المنظار: على الجراح أخذ الحيطة، وكي أية جهات نزفية داخل المثانة، ومن ثم إدخال قسطرة خاصة مصممة لإجراء غسيل مستمر للمثانة في أول يوم أو نحوه.
وبالإضافة إلى ما ذكرت؛ فإنه وبناء على شكل هذا التورم بالمثانة، فإننا عادة ما نلجأ إلى إدخال دواء خاص في المثانة، والإبقاء عليه لمدة لا تقل عن ساعتين، وذلك في حالة تشككنا في وجود ورم بداخل جدار المثانة.
وعادة لا يعاني المريض من آلام مبرحة، وإنما بعض المضايقات من القسطرة البولية، كما أنه عادة لا تستغرق العملية أكثر من نصف ساعة أو نحوها، وبعد إزالة القسطرة يعود المريض إلى حياته الطبيعية خلال يوم أو يومين، ويتوقف ذلك على مدى توقف الدم في البول، وعدم نشوء مضاعفات.
وبعد ظهور نتيجة الفحص النسيجي، فإن مسار العلاج يمكن مناقشته مع الوالد، ونسأل الله أن يتمم له الشفاء والعافية.