تنتابني أعراض جسمية ونفسية كثيرة منذ سنة ونصف!

0 34

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا مريض بالسكر، وعندي رهاب اجتماعي؛ حيث أخاف أن أتحدث في الاجتماع، وإمامة المصلين تزيد دقات قلبي وصوتي يختفي عندها، وعندي توهم المرض، وأخاف من عمل الفحوصات الطبية، ولدي تفكير تشاؤمي جدا.

منذ سنة ونصف وأنا أشعر بخوف شديد أن أصاب بمرض خطير، أو جلطة، أصبت باكتئاب استمر أربعة أشهر جعلني أعتزل أصدقائي حتى بالاتصال، ولم أعد أمارس هواياتي السابقة إطلاقا، ولكن بفضل الله زال الاكتئاب.

منذ تسعة أشهر وأنا في السيارة شعرت بضيق نفس فجائي، وأنا أقود السيارة، وأحسست بحرارة في صدري ترتفع من السرة للرأس، وكأن روحي ستخرج أصابني بعدها وهن شديد، ومنعني من قيادة السيارة لمدة شهر، في الأيام التي بعدها كنت أشعر بما يشبه الدوار.

بعد معاناتي لمدة خمسة أيام من الشعور بضيق النفس، وإجهاد شديد، وألم في الصدر جهة القلب، واضطراب جهازي الهضمي، وغازات، توجهت للمستشفى عدة مرات، وقمت بعمل فحوصات الدم الشامل، والغدة الدرقية، وجرثومة المعدة وتخطيط قلب وأشعة ايكو، وفحص القلب بالجهد وأشعة CT scan، وأنزيمات القلب، والكلى، وأشعة صدر، وكانت الفحوصات كلها سليمة، ولله الحمد.

صرف لي طبيب الباطني سيبرالكس 10 م ج وفيتامينات B، بعدها توجهت لطبيب نفسي وشخصني بأني قلق، وصرف لي فلوزين 20 ولكني لم أستفد منه وغيره إلى سيبرالكس لمدة شهرين، وتحسنت حالتي، ثم تركته وحدثت انتكاسة، حيث أشعر بدقات قلب، وانقطاع في التنفس عند الخلود للنوم، وعند قيادة السيارة لمسافات طويلة تصيبني دوخة وضيق في النفس وهبات ساخنة بالصدر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي: حالتك تسمى بقلق المخاوف، وكل الأعراض الفسيولوجية، أي تسارع ضربات القلب والتعرق وخلافه، والإحساس بالحرارة في الصدر، هذه كلها ناتجة من القلق التوتري؛ لأن توتر النفس يؤدي إلى توتر بعض العضلات في الجسم، وكل أعراضك الجسدية حقيقة سببها هو هذا القلق النفسي، والحالة -إن شاء الله- ليست صعبة.

طبعا العلاج الدوائي مهم، لكن لا تعتمد عليه لوحده، وأفضل طريقة لتناول السيبرالكس، - أن تبدأ به مرة أخرى- هي أن تتناول 5 مليجرام أي نصف حبة، من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، تتناولها لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة 10 مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم 20 مليجرام يوميا لمدة شهرين، وهذه الجرعة مهمة جدا؛ لأنها الجرعة العلاجية التي تقضي على المرض بدرجة كبيرة، وبعد انقضاء شهرين تناول السيبرالكس بجرعة 10 مليجرام لمدة ثلاثة أشهر، وهذه هي المدة الوقائية التي تثبت وتقوي الشفاء -إن شاء الله تعالى-، بعد انقضاء ثلاثة أشهر خفض السيبرالكس إلى 5 مليجرام يوميا لمدة شهرين، ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله، هذه -يا أخي- هي الطريقة المثلى والطريقة الأفضل.

وأريدك أيضا أن تتناول أدوية مساعدة أهمها: عقار اندرال، والذي يعرف باسم بروبرننول، تناوله بجرعة 10 مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر، ثم 10 مليجرام صباحا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناوله، هذا بالنسبة للعلاجات الدوائية.

بالنسبة للعلاجات السلوكية أولا على المستوى الفكري يجب أن تحقر هذا الخوف، وكل المشاعر التي تحس بها هي مشاعر خاصة بك، لا أحد يطلع عليها أبدا، ولن تفشل أمام الآخرين، ولن تفقد السيطرة على الموقف هذا أؤكده لك، اقتحم الأماكن يا أخي، ادخل المجمعات التجارية، كن دائما في الصف الأول في الصلاة، حاول أن تتواصل اجتماعيا، مارس رياضة جماعية -أخي الكريم- بهذه الكيفية أنت تستطيع حقيقة أن تتغلب على هذا الخوف، إذا المواجهة وليس التجنب هو المبدأ الرئيسي في علاج قلق المخاوف خاصة من النوع الذي تعاني منه، وطبعا الأدوية سوف تساعدك كثيرا.

وحين تتحسن عن طريق الأدوية لا بد أن تستغل ذلك لتغيير نمط حياتك، تجعل حياتك كلها أنشطة، وتفاعلات إيجابية، وكما ذكرت لك اقتحم اجتماعيا، قم بواجباتك الاجتماعية، لا تتخلف أبدا عن أي واجب.

كل الأعراض التي تحس بها من دوخة وضيق في التنفس وهبات ساخنة كلها -يا أخي الكريم- ناشئة من الحالة النفسية، وليست دليلا أبدا على وجود أي مرض عضوي، تمارين الاسترخاء مهمة جدا، ويجب أن تتدرب عليها بكثافة، توجد برامج ممتازة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها 2136015، يمكنك الرجوع إليها وتطبيق ما ورد فيها من إرشادات.

أسأل الله أن ينفعك بها، أشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات