السؤال
يريد ابني أن يتزوج من فتاة زميلته في الكلية وهي غير محجبة، ووالده غير موافق، ولكن لم يتناقش معه في ذلك، فهل نرفض؟ مع العلم أنه مصمم عليها؛ لأني كلمته، وهل نقاطع الولد أم ماذا نفعل؟
يريد ابني أن يتزوج من فتاة زميلته في الكلية وهي غير محجبة، ووالده غير موافق، ولكن لم يتناقش معه في ذلك، فهل نرفض؟ مع العلم أنه مصمم عليها؛ لأني كلمته، وهل نقاطع الولد أم ماذا نفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرفت حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يهدي ولدكم وأن يصلح حاله، وأن يكفيه شر كل ذي شر إنه جواد كريم.
أختنا الكريمة: قد ذكرت أن ولدك في الجامعة وهذا يعني أنه قريب من العشرين، وهذا السن -أختنا- هو سن المعاندة والخيال، هو يريد أن يعاند أهله ليثبت نفسه، ويعيش في وهم وخيال بأن الأرض مفروشة لأحلامه ورودا، وأنه غدا سيتخرج ويتعين وبراتب كبير، ويستطيع أن يتزوج في أقل من عام، هكذا معظم الشباب، لكن قد يختلف الأمر من شاب لآخر.
المهم في هذا السن نحن لا ننصح الأهل بالابتعاد عن أولادهم، ولا تركهم فريسة لشاب أهوج أو عقل غير ناضج، وإنما ننصح بالاقتراب والمحاورة مع وضع ضوابط صارمة يفهم منها أن تجاوزها أمر عسير وإصلاح ما سيهدمه سيتكلف الكثير.
هذا -أختنا- كأصل عام يجب أن يكون حاضرا في ذهنك.
وأما بالنسبة للطرق العملية، فولدك أحد اثنين:
أولا: إما قادر على الزواج اليوم أو بعد الجامعة مباشرة.
ثانيا: وإما غير قادر على الزواج إلا بمعونتكم أو بعد الجامعة بأعوام.
فإن كان قادرا على الزواج الآن أو بعد الجامعة مباشرة فإننا ننصحك بما يلي:
1- الحديث معه ومحاورته وإظهار محبتكم له، مع إيصال رسالة له مفادها: إنكم لن تقبلوا زواجه إلا من فتاة متدينة صالحة، وأن الحديث عن الزواج من متبرجة أو السعي إلى ذلك، فإن معناه أنك قد بعت أهلك وهدمت ما كان بيدك.
2- لكل شاب في مثل عمر ولدك أصحاب منهم الصالح والطالح، اجتهدوا في البحث عن أصحابه الصالحين، وأخبروهم أن يتحدثوا مع ولدكم من دون أن يخبروه أنكم من طلبتم منهم ذلك.
3- إذا كان لولدك قدوة صالحة كمدرس في مدرسته أو شيخ مسجد أو عالم أو أحد عنده دين وخلق، فإننا نوصيكم أن تتحدثوا معه ليتواصل مع ولدكم ويستنطقه بعيدا عنكم.
4- من المهم كذلك أن يتواصل معه أعمامه وأخواله، ليس بقصد الحديث معه في هذه النقطة، ولكن بغرض تعميق العلاقة معه، وإحياء البعد الاجتماعي عنده، حتى لا يكون صريعا لاهتمام زائف من أي أحد.
ثانيا: أما إن كان غير قادر على الزواج إلا بمعونتكم أو بمدة طويلة بعد انتهاء الجامعة فإن المسألة هنا أهون، فيكفيه فقط أن يعيش الواقع ليدرك أن الأمور ليست سهلة كما توهم، وكلما أتته الرسالة تلك من بعيد عنكم كانت أفضل، وسيدرك أن الفتاة في مثل عمره أو قريبة من ذلك، وأنه إذا انتظرها هي لن تنتظره، وهذا سيكون عاملا إيجابيا في الابتعاد عنها لا سيما إذا وصلت إليه الرسالة الأولى: والتي خلاصتها أنكم تريدون زواجه من متدينة، وأنكم لن توافقوا بغير ذلك.
أختنا الكريمة: بقي أن نتحدث عن أمر هام، وهو: لماذا وافق ولدكم على الزواج من فتاة متبرجة؟
ليس عندنا إلا ثلاث احتمالات:
1- إما أن يكون غير متدين.
2- أو يكون متدينا ولكنه يرجو أن يصلحها، أو وعدته هي أن تتحجب بعد الزواج.
3- أو يكون قد مر في حياته أو طفولته بقلة اهتمام وجده عندها، أو انعدام ثقة أحيته الفتاة فيه، أو سبب آخر لا نعلمه.
الاحتمال الأول: يوجب عليكم مراجعة حثيثة لكيفية تحبيبه في الدين.
والاحتمال الثاني: يفرض عليكم دراسة المسألة بهدوء سيما إذا كان راغبا فيها مقبلا عليها والفتاة تريد الحجاب وتريد التدين وهي في ذاتها صالحة لكن الشيطان غرر بها أو لعل هناك ما دفعها لذلك، فهذا الاحتمال يدرس ثم يتخذ فيه بعد ذلك قرار.
وأما الاحتمال الثالث: فيلزم منه اقترابكم أكثر منه، وإحياء ثقته بنفسه، ومحاورتكم له، وإعلامه بمكانته عندكم عن طريق إظهار محبتكم له.
وأخيرا: عليكم بالدعاء -أختنا الكريمة- له، ونسأل الله أن يقيه شر كل ذي شر وأن يختار له الخير، والله الموفق.