السؤال
أبي يقوم بتدليل ابني بطريقة تفسد أخلاقه، ويعسر علي تربيته، ويتدخل في تربيته بقوله على التصرف الخاطئ إنه صحيح، وبأني أم مخطئة، ولا يحق لي الكلام مع ابني بشدة لتأديب ابني.
دائما يصف حياة ابني في بيتي بأنها شقاء وتعذيب له، ويقول ذلك للآخرين، وأصبح ابني لا يطيعني بل يسيء إلي، وهو في عمر الثالثة، هل يحق للجد إفساد أحفاده؟ وهل علي وأنا أم التدخل؟ لأني أريد منع الطفل عن الجد حتى تتحسن أخلاقه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أم إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهدينا ويهدي والدك إلى الحق والخير والصواب، هو ولي ذلك والقادر عليه.
لا شك أن وجود الأجداد بمثل هذه الطريقة وتدخلهم السالب في التربية أمر له خطورته وله آثاره السالبة، والمعادلة تكون صعبة أمام الأب وأمام الأم، لأننا ينبغي أن نحافظ على الجد والجدة كقمة وقيمة ومكانة، وفي نفس الوقت ينبغي أن نحفظ أبناءنا من الدلال الزائد، من الأفكار السالبة، من الأخطاء التي يمكن أن يربيها عليهم الجد أو الجدة، ومعلوم أن الإنسان إذا كبرت سنه أصبح العطف عنده زائدا، أصبح حرصه على شدة التدليل للطفل تكون كبيرة، وهذا ليس في مصلحة الطفل.
لذلك نتمنى أولا: أن تجدي من العقلاء والفاضلات والكبار في السن من يتفاهم مع الجد ويكلمه، أنت من جانبك ينبغي أن تبعدي الطفل في أكثر الأوقات عنه إن استطعت، واجتهدي دائما في أن يكون الطفل مطيعا لك بترغيبه، ولو بالحلويات والهدايا.
حاولي أيضا أن تصححي الأشياء السالبة، إذا علمه الجد شيئا سيئا عندما يأتي عندك حاولي تعليمه الصواب، حاولي أن تظهري الفرح عندما يعمل أشياء صحيحة.
نتمنى أيضا أن يكون للوالد دور كبير، بأن يأخذه بعيدا، يأخذه في كثير من الأوقات ليكون معه، ونسأل الله أن يعينكم على الخير.
طبعا نحن لا ننصح بمجاملة الطفل إذا تجاوز الحدود، ونسأل الله أن يعينكم على هذا الأمر، ودائما الاشتراك بالطريقة المذكورة في التربية له آثار سالبة وخطيرة، وخاصة الجد يملك قدرات على زيادة الدلال للطفل، وهذا قد يكون بدافع الحب الزائد له، لأبيه أو لأمه، فالأجداد أمنيتهم أن يروا أحفادهم، لكن التدخل بالطريقة المذكورة فعلا من الأمور المزعجة.
إذا حافظي على الأدب مع الأب، حافظي عليه كقمة، حاولي أن تسحبي الطفل، اجعلي الوضع عندك مرغب للطفل، وإذا جاءك الطفل حاولي محو التصرفات السالبة التي تعلمها من الجد، وعلى الأب أن يأخذه بعيدا، يأخذه معه في الأماكن النظيفة، حتى نقلل فترة وجوده مع الجد.
من المصلحة ألا تحتكي مع الوالد حتى لا يظهر الكلام ويبدأ يشتم ويتكلم بكلام سالب أمام الطفل، معنى ذلك: لا توجهي الطفل أيضا أمامه، لأنه سيعطي توجيهات معاكسة ومخالفة، وهذا ليس في مصلحة الطفل. فإذا وجهه بشيء خطأ فليس من الحكمة أن تنقدي في نفس الوقت، لكن خذي حلوى، واطلبي من الطفل أن يأخذ الحلوى، فإذا جاءك احضنيه وامسحي على رأسه وقولي: (حبيبي جدك طيب لكن المسلم يفعل كذا، لكن الرسول يعمل كذا، لكن الصواب أن نعمل كذا) يعني بهذه الطريقة؛ لأن وجودك معه والمجادلة معه هذه لا تزيد إلا عنادا، وكبار السن لهم عناد، وهذا ظاهر من أنه يتكلم أمام الناس أنكم تقسون عليه، ونحو ذلك من الكلام الذي مجرد سماعه يضر الطفل.
نسأل الله أن يعينكم على الخير.