السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكبيرة بعمر تقريبا 10 سنوات، لا تسمع الكلام ولا تقبل النصيحة، والدتها تقوم بنصحها بشكل مستمر، ولكنها عنيدة، لا ينفع معها الكلام والنصح.
أنا بعض الأوقات أقوم بنصحها، وبعض الأوقات أقف صامتا أمام ما يحدث في البيت من مشادة كلامية بين ابنتي ووالدتها، أصبر نفسي على ما أرى، وبعض الأوقات أغضب، بحيث أحيانا لا أقدر أن أتمالك نفسي عن ضربها، انصحوني ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك – أيها الأخ الكريم – في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي بنتنا لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.
نحن بلا شك نرفض عناد البنت لأمها، ولكننا في نفس الوقت نرفض المسارعة بضربها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكم على تفهم احتياجات هذه المرحلة العمرية.
كما نتمنى أن تكون أوامر الوالدة وتعليماتها معقولة، ليست كثيرة، وأيضا تلقى بطريقة مناسبة، وأيضا من المهم أن تكون لك ولأمها خطة تربوية موحدة، فإن هذا نافع جدا، في أن تكون خطة موحدة، وأن تتفقوا على طريقة التعامل معها.
نتمنى في هذه المرحلة العمرية أن تشيدوا بإيجابياتها، وما فيها من جوانب مشرقة، وتحرصوا دائما على أن تقدموا جانب الحوار والإقناع والمناقشة والتبرير لبعض التعليمات والتوجيهات؛ لأن في هذا فوائد كبيرة جدا، فأحيانا يرفض الأبناء التعليمات لكثرتها، أو يرفضوا التعليمات لأنها غير مبررة وغير واضحة، أو يرفضوا التعليمات لأنها لا تعطى لجميع الأفراد وإنما فيها انتقائية، فيشعر من يتلقى التعليمات بأن هناك غيابا للعدل في داخل البيت.
ليس معنى هذا أننا نؤيد ما يحصل، ولكن نريد أن نراجع أنفسنا، وهذا بيننا وبينكم كآباء وأمهات وأولياء أمور، نريد أن ننظر في هذه الجوانب المهمة.
لا شك أيضا ترتيب البنت ووصولها لهذه المرحلة العمرية، ترتيبها بين إخوانها وأخواتها، هذا كله له أثر في سرعة الاستجابة، ونؤكد دائما أن الثناء على الإيجابيات وتضخيمها يزيد من الإيجابيات، كما أن التركيز على السلبيات يضاعفها ويزيدها.
لا نريد أن تسمع الفتاة أنها لا تسمع الكلام، وأنها لا تقبل النصيحة، ونحن سعدنا لأنك لم تتدخل، ولكن أيضا نريد أن تشعر بنتنا أن طاعة الوالدة من الأمور المهمة، وأنها واجب شرعي، وتحاول أن تتفهم أسباب تمردها على التعليمات الصادرة لها من والدتها.
من المهم جدا – كما قلنا – أن نحمل أبناءنا المسؤوليات، وأن نعطيهم تعليمات – كما قلنا – ليس فيها تشويش، إنما هي واضحة، وعادلة، ومعقولة، وبنبرة واضحة، وبنبرة أيضا هادئة، ونسأل الله أن يقر أعينكم بصلاح بنتنا، ومرة أخرى: نرفض المسارعة إلى ضربها، خاصة وأنت لا تملك نفسك، معنى ذلك أنك تضرب وأنت منفعل، وهذا الضرب قليل الفائدة كثير الضرر.
نسأل الله أن يعينكم على الخير، وأن يصلح بنتنا، وأن يردها للحق والصواب.