السؤال
أنا طالب في المرحلة الجامعية، في السنة الأخيرة من الدراسة، وأرغب في إعداد بحث تخرج بإنشاء موقع في الإنترنت عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأطلب منكم أن تمدوني وتدعموني بما هو مفيد ويساعدني في إنجاز مشروعي، وجزاكم الله خيرا.
أنا طالب في المرحلة الجامعية، في السنة الأخيرة من الدراسة، وأرغب في إعداد بحث تخرج بإنشاء موقع في الإنترنت عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأطلب منكم أن تمدوني وتدعموني بما هو مفيد ويساعدني في إنجاز مشروعي، وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يلهمك الصواب، وأن يجعلك من الصادقين أولي الألباب.
فقد أحسنت الاختيار حين قصدت الكتابة في سيرة رسولنا المختار عليه صلاة ربنا الغفار ما أدلج ليل وأشرق نهار، وعلى آله وصحبه الأطهار، ونسأله أن يحشرنا معهم في دار أعدها للمتقين الأخيار.
لا شك أن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم هي التطبيق العملي للإسلام، وبتدبرها يشاهد الإنسان مواطن تنزل الوحي ويفهم الأخبار، ويقف على صبر النبي صلى الله عليه وسلم وتضحيات جنده الأبرار، والحاجة إلى دراسة السيرة وعرضها بشتى الوسائل من الأمور المهمة جدا، وقد ازدادت أهمية هذه القضية بعد الذي فعله الأقزام بالتطاول على رسولنا خير الأنام، ولا يخفى على العقلاء أن من أسباب ذلك العدوان جهل القوم بسيرة المبعوث من عدنان، وفي ذلك الجهل إدانة لأمتنا التي لم تؤد دورها في البلاغ والبيان.
وإذا كنا قد سعدنا بغضب الأمة لنبيها وانتصارها لعقيدتها، فإننا نتساءل: كيف لو كانت معرفتنا بالرسول كاملة، وفهم دورنا في الوفاء له واضحا؟
إننا لا نريد أن يكون وفاؤنا للنبي صلى الله عليه وسلم هو مجرد الانتقال من حليب إلى حليب أو ترك جبن إلى لون آخر، وإن كنا نقدر فاعلية هذا السلاح وضرورة استخدامه، وإذا كان القوم لا يفهمون سوى هذه اللغة لأنهم عباد للدنيا بأموالها وتجارتها وفوائدها، فما أحوجنا إلى ترك دنياهم والاعتماد بعد الله على أنفسنا ومنتجاتنا، ولست أول من يستخدم هذا السلاح، فإن نبينا صلى الله عليه وسلم أمر بقطع نخيل اليهود المعتدين، وسجل القرآن ذلك، فقال سبحانه: (( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين ))[الحشر:5]^ وقد تألم الأعداء لذلك، وأرسلوا يطالبون النبي صلى الله عليه وسلم بالكف عن حرق النخيل، ويذكرونه بحرصه على الإصلاح، فنزل القرآن يوضح المقاصد العليا، والتي منها إدخال الخزي على نفوس الفاسقين.
فما أشبه الليلة بالبارحة، وما أحوجنا إلى فهم نفسيات القوم ومعرفة عوامل التأثير على معنوياتهم، وقد حققت تلك المقاطعة الكثير من الفوائد، وأدركنا أننا نمتلك سلاحا قويا لو أحسنا استخدامه، وقد حوربنا بهذا السلاح مرارا من قبل أعدائنا، وليتنا تذكرنا ما نملك من أسواق وإمكانات وأموال ومواقع استراتيجية، ووجهنا كل ذلك لخدمة ديننا والوفاء لرسولنا والانتصار لقيمنا وعقيدتنا، ولكننا نقول إن الدور الأكبر يقع على عاتق العلماء وطلاب العلم الذين ينبغي أن يركزوا في دروسهم وبحوثهم العلمية على التعريف بحقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم، والتذكر بوجوب التأسي به وطاعته والسير على خطاه.
ولا يخفى على أمثالك ضرورة استخدام كافة الوسائل في خدمة هذه المسألة، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إن قيام المدحة لرسولنا صلى الله عليه وسلم والثناء عليه قيام للدين كله) ومن هنا تتجلى أهمية هذه المحاولة التي نسأل الله أن يسدد فيها خطاك، وأن يجعلها خالصة لوجه مولانا ومولاك.
وأرجو أن يتركز اهتمامك في هذا الموقع على ما يلي:
1- إبراز الجوانب الأخلاقية والتربوية في سيرته صلى الله عليه وسلم، وسوف يساعدك في هذا الجانب ما كتبه الأستاذ/ منير الغضبان.
2- إبراز الجوانب الفكرية واستنطاق المواقف واستخراج العبرة، وسوف يعنيك في هذا الجانب كتابات الدكتور عماد الدين خليل، والدكتور محمد عبد الكريم أبو فارس، والدكتور محمد عثمان عمارة، وما كتبه السيد الشيخ علي الطنطاوي، والشيخ الغزالي، والدكتور الصلابي، والدكتور السباعي.
3- تحديد منهج الموقع، وسوف يعاونك في ذلك ما كتبه الدكتور / أكرم ضياء العمري في مقدمة كتابه القيم السيرة النبوية الصحيحة، وكذلك ما كتبه الدكتور/ عبد العظيم الديب.
4- التركيز على اهتمامه صلى الله عليه وسلم برعاية حقوق الإنسان والرفق بالحيوان، وإبراز جمال الإسلام وسبقه لكل فضيلة وإكرام، وسوف يفيدك ما كتبه الدكتور/ مصطفى السباعي رحمه الله .
5- اهتمامه صلى الله عليه وسلم بالمرأة وإكرامها أما وبنتا وأختا وزوجة، وأرجو أن تنظري في كتاب صحابيات حول الرسول للأستاذ/ محمود المصري، وكتاب أمهات المؤمنين، للأستاذة وداد السكاكي .
6- رعايته لمواهب أصحابه وحسن توزيعه للأدوار، ووضعه للرجل المناسب في المكان المناسب.
7- حرصه على هداية الناس، وتألمه لتأخر الاستجابة، وتسليط الأضواء على قصة الغلام اليهودي وفرح النبي صلى الله عليه وسلم بهدايته، وعفوه عن أهل مكة، وانتظاره أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله .
8- رضاه بحياة الكفاف وعطفه على المحتاجين والأيتام والضعاف .
9- التركيز على القادة الذين رباهم الرسول صلى الله عليه وسلم.
10- حرصه على الإصلاح وكرهه للخصام والشقاق.
ولن تنتهي جوانب الإشراف في سيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم، وحسب كل مؤلف أن يقتبس من هدى النبي صلى الله عليه وسلم.
وأرجو أن تكثر البحوث وتتكامل الجهود حتى نحسن الرد على أهل النكران والجحود.
وبالله التوفيق والسداد.