السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة متزوجة، وعمري 25 سنة، مؤخرا بدأ يحدث معي شيء غريب، ومخيف في نفس الوقت؛ في بداية النوم عندما أغلق عيني لا أعلم ما يحدث، وأنتفض من نومي فجأة مذعورة، وعيناي تغمضان غصبا عني، وأحاول فتحهما، وفي نفس الوقت أشعر بأن المكان يظلم حولي، ونفسي ينقطع، وأشعر بالاختناق.
أنتفض من الفراش محاولة فتح عيني جيدا، لأني أشعر بأنني سأغيب عن الوعي، وأسمي الله، وأشعر بأني فعليا سأموت، لقد تكررت كثيرا معي، لا أعلم ماذا يحدث؟ ولماذا؟
مرات أعود للنوم بعد أخذ قسط من الراحة، وتهدئة نفسي، وفي مرة من المرات كلما خلدت إلى النوم تأتيني نفس الحالة في نفس الليلة طوال الليل، كلما أردت النوم أختنق، وكلما أغلقت عيني أنتفض وأفتحهما، لأرى كل شيء أمامي ضبابيا، وكأني إذا أغلقتهما سأغيب عن الوعي.
استيقظت مرارا وتكرارا، وجلست أبكي خوفا وكأن فعلا هذا يومي الذي سأموت فيه!
فقط شرحت ما أعيشه وأشعر به.
بارك الله فيكم، وجزاكم خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زيزفونة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب.. وأشكرك على ثقتك في هذا الموقع.
هذا الذي يحدث لك من فزع في بداية النوم يسمى بالهلاوس الكاذبة، وبعدها تمتد الحالة وتتحول إلى نوبة هرع، إذا هي نوبة هرع أو فزع تسبقها بعض الهلاوس الكاذبة، وهذا غالبا يحدث للأشخاص القلقين بطبيعتهم، أو الذين يعانون من إجهاد نفسي أو جسدي في أثناء اليوم، هذا من الناحية التشخيصية، الحالة يسيرة، وأنا أؤكد لك أنها غير خطيرة أبدا، نعم قد تكون مزعجة بالنسبة لك، لكن -إن شاء الله تعالى- يمكن احتواؤها.
أرجو أن تتجنبي السهر، وأن تثبتي وقت النوم ليليا، وأيضا تتجنبي النوم النهاري، ويجب أن تتناولي طعام العشاء في وقت مبكر، وأن تكون وجبة العشاء خفيفة، إذا كنت من الذين يتناولون طعام العشاء.
بعد ذلك أريدك أن تتدربي على تمارين الاسترخاء: (2136015)، هذه التمارين مفيدة جدا، تمارين يسيرة، يمكن أن أحدثك عنها، هنالك تمرين يعرف باسم تمرين التنفس التدرجي، لتطبيقه وأنت على السرير وفي حالة من الاسترخاء والصفاء الذهني، والتأمل الإيجابي ضعي يديك على صدرك دون أن تقبضي عليهما بشدة، وأغمضي عينيك، وافتحي فمك قليلا ثم خذي نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، يجب أن يكون أخذ الهواء بهدوء وقوة وشدة، وهذا هو الشهيق، ويجب أن يستغرق 8 ثوان، بعد ذلك أمسكي الهواء في صدرك لمدة 4 ثوان، ثم أخرجي الهواء بقوة وببطء أيضا، وعن طريق الفم، وهذا هو الزفير، ويجب أن يستغرق أيضا 8 ثوان، إذا الشهيق بقوة وبطء عن طريق الأنف، ومدته 8 ثوان، ثم بعد ذلك حصر الهواء في الصدر لمدة 4 ثوان، وهذه مهمة جدا، لأنها تساعد على انتشار الأوكسجين في الجسد بصورة جيدة، ومتوازية وسليمة، بعد ذلك يأتي الزفير، وهو أيضا يستغرق 8 ثوان، ويكون عن طريق الفم ببطء وبقوة، هذا التمرين يطبق صباحا، وقبل النوم وبعده، تقرئين أذكار النوم -وإن شاء الله تعالى- سيساعدك كثيرا لإجهاض هذه الحالات.
أنصحك أيضا أن تكوني في صفاء ذهني قبل النوم، يجب أن لا تشغلي نفسك بمشاكل الحياة وصعوباتها، فكوني إيجابية في أفكارك، هذا يفيدك كثيرا، وتجنبي أيضا شرب الشاي والقهوة بعد الساعة 5 مساء، وهنالك أيضا علاج دوائي يمكن أن أصفه لك حتى يقضي على الحالة تماما.
الدواء يعرف باسم استالبرام، هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجاريا سيبرالكس، وربما تجدينه في بلدكم تحت مسمى تجاري آخر، الجرعة هي أن تبدئي بـ 5 مليجرام، تأخذي نصف الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، تناوليها لمدة 10 أيام، ثم بعد ذلك اجعلي الجرعة 10 مليجرام يوميا لمدة شهرين، ثم 5 مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء، هذا الدواء سليم، وفاعل جدا، وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية.
أرجو -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تطبقي تمارين الاسترخاء، وما ذكرته لك من إرشاد، وتفهمي طبيعة الحالة حسبما أوردتها لك، وطبعا تناول الدواء والاسترخاء وتفهم الحالة -إن شاء الله تعالى- هذا يعود عليك بخير كثير.
بارك الله فيك، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.