الشعور بخيبة الأمل بسبب الفشل الدراسي .. رؤية تربوية

0 336

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبعد:

إنني طالبة في الجامعة، ولم أوفق في النجاح في هذه السنة (السنة الثالثة)، وراضية بحكم ربي وقضائه، آلمني كثيرا الشعور بالفشل وخيبة أهلي في، لا يوجد لدي أي دفعة أمل في تعويض هذه السنة، أحيانا أفكر في تأجيل دراستي الجامعية، وأخرى في الذهاب من هذه الجامعة إلى أخرى، أو أقول لنفسي إني سئمت هذه الكلية ولا تناسبني، ونبرة والدي توافق العبرة في حلقي، وكأنه يقول لي: أنت غبية، لم أنظر إليه، لم أر تعابير وجهه بحكم أنه وأهلي في إحدى الدول العربية، ونقلت له الخبر عبر الهاتف، ذلك إحساس يأتيني عندما أسمع صوته، علما بأنه واساني، وقال بأنه راض بقضاء الله وقدره، وأن تكون هذه العثرة بداية النجاح، ولكن الأمل والطموح مقتولان داخلي ولا أجدهما، لا أشعر أنني ذات فائدة، وذلك يمزقني.

ماذا علي لأسترد أملي وطموحي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الوحيدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن الرسوب في الدراسة ليس نهاية المطاف، لكنه بداية حقيقة -بحول الله وقوته- للتفوق والنجاح، وقد أحسن والدك في مواساته لك بتلك العبارات، وهكذا ينبغي أن يكون الآباء والأمهات، وقد لا يعرف الإنسان قيمة النجاح إلا عند فقده، فما أحوجنا إلى أن نشكر واهب النجاح ونرضى بما يقدره علينا في المساء والصباح، و(عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، أو أصابته ضراء فكان خيرا له).

فاستقبلي الحياة بأمل جديد، واجتهدي في طاعة الكريم المجيد، واعلمي أن الذي ينال رضوانه هو الفائز السعيد، ولا تستجيبي لوساوس الشيطان فإنه عدونا العنيد، وأظهري الرضى بقضاء الله وقدره، واستأنفي دراستك بعزم أكيد.

والطالبة المسلمة تفعل الأسباب ثم تتوكل على الوهاب، فاشغلي نفسك بذكر الله وتلاوة الكتاب، واستعيني بالواحد الوهاب، واستغفري ربك فإنه رحيم تواب.

ونحن لا ننصحك بالانسحاب من الجامعة ولا تجميد الدراسة، ولكننا نوصيك بعد تقوى الله بالاجتهاد وتنظيم الوقت وإحسان القصد، وأكثري من اللجوء إلى من يجيب من دعاء، وتذكري من حرمت من النجاح، وانظري إلى من هم أقل منك في العافية والمال والنجاح؛ حتى لا تحتقري نعمة الله الفتاح فتحرمي نفسك من النجاح والفلاح.

وبالله التوفيق والسداد.


مواد ذات صلة

الاستشارات