كنت أتمنى الزواج والنجاح ثم صرت أتمنى الموت!

0 29

السؤال

لدي أمنيات، وأتمنى الزواج والنجاح، ولكن قدر الله، أصبحت أتمنى أن أموت! أشعر بكثير من الضغط النفسي في العديد من الجوانب، أداوم على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والاستغفار، وأحيانا أتكاسل، والآن لا أريد شيئا إلا الموت!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يؤسفنا ما تشعرين به من ضغط نفسي، وأفكار انتحارية، وهذا وضع مقلق حقا، وربما تحتاجين لتشخيص سريع لوضعك، فاحتمال كبير أنك تعانين من اكتئاب حاد.

الاكتئاب هو حالة صحية نفسية شائعة تؤثر على كيفية تفكير الشخص، وتشعره بالهبوط النفسي، وكيفية التعامل مع الأنشطة اليومية، وقد يمتد تأثير الاكتئاب على النوم، والشهية، والعمل، والدراسة، وحتى التمتع بالحياة.

سوف نذكر الأعراض الشائعة للاكتئاب والتي يمكن أن ينطبق بعضها عليك:
1. الشعور بالحزن أو اليأس لفترات طويلة من الزمن.
2. فقدان الاهتمام أو المتعة في الأنشطة التي كنت تستمتع بها.
3. تغيرات في الشهية (فقدان الشهية أو الأكل أكثر من الطبيعي).
4. مشاكل في النوم (الأرق أو النوم الزائد).
5. فقدان الطاقة أو الشعور بالتعب باستمرار.
6. زيادة القلق أو العصبية.
7. الشعور بالتقليل من الذات أو الشعور بالذنب.
8. صعوبة في التفكير أو التركيز أو اتخاذ القرارات.
9. التفكير في الموت أو الانتحار.

إذا كنت تعتقدين أنك تعانين من الاكتئاب، يجب عليك التواصل مع مقدم الرعاية الصحية الذي يمكنه مساعدتك. الاكتئاب قابل للعلاج، وهناك العديد من الخيارات المتاحة بما في ذلك العلاج النفسي (العلاج النفسي أو العلاج بالحديث)، الأدوية، وأشكال الدعم الأخرى.

إذا كنت تشعرين باليأس أو أنك تفكرين في الانتحار، من الهام جدا الحصول على المساعدة على الفور، تذكري، لست وحدك وهناك الكثير من الأشخاص الذين يمكنهم تقديم المساعدة.

تذكري أن حياتك غالية، وأن نفسك وديعة وأمانة عندك، ولا يجوز التصرف بها أو إزهاقها بدون سبب شرعي صحيح، لذلك جاء الوعيد لقاتل نفسه بالنار، وللفائدة راجعي هذه الروابط: (2240168 - 15807 - 2364663 - 2294112).

بخصوص التأخر بالزواج، وعدم العثور على الزوج المناسب، ها هنا نقطتان:
الأولى: تتعلق بقدر الزواج، فالزواج رزق من الأرزاق يأتي في وقته المحدد الذي كتبه الله.
الثانية: المواصفات المطلوبة في الزوج المستقبلي.

في الإسلام، ينصح بالنظر إلى بعض الجوانب الرئيسية عند اختيار الزوج أو الزوجة، وهنا بعض النصائح التي يمكن أن تكون مفيدة.

1. النظر للدين: وفقا للحديث النبوي: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"، الدين هو العامل الأكثر أهمية في اختيار الزوج. يجب أن يكون الزوج المرتقب يتمتع بالإيمان والتقوى، ويحترم تعاليم الإسلام ويعمل على تطبيقها في حياته. والدين مرتبط بالخلق، فالدين بلا أخلاق كشجرة بلا أوراق.

2. الخلق: الأخلاق والسلوك هما جانب آخر هام للغاية. يجب أن يكون الزوج المرتقب صادقا، ولطيفا، ومراعيا للآخرين، وخاصة لزوجته المستقبلية. والخلق هو أساس العشرة بالمعروف، ﴿یـٰۤأیها ٱلذین ءامنوا۟ لا یحل لكمۡ أن ترثوا۟ ٱلنساۤء كرۡهࣰاۖ ولا تعۡضلوهن لتذۡهبوا۟ ببعۡض ماۤ ءاتیۡتموهن إلاۤ أن یأۡتین بفـٰحشةࣲ مبینةࣲۚ وعاشروهن بٱلۡمعۡروفۚ فإن كرهۡتموهن فعسىٰۤ أن تكۡرهوا۟ شیۡـࣰٔا ویجۡعل ٱلله فیه خیۡرࣰا كثیرࣰا﴾ [النساء ١٩].

3. التوافق الشخصي والعائلي مهم أيضا. من الأفضل أن يكون لديكما مشتركات وتقدران آراء بعضكما البعض، وتعتبران الزواج شراكة متكافئة. والتوافق يقابل مفهوم (الكفاءة) عند الفقهاء.
4. من الجيد النظر في استقرار الشخص المحتمل، سواء كان استقرارا ماليا أو نفسيا، حيث يمكن أن يساعد هذا في بناء حياة زوجية سعيدة ومستقرة.

5. اختاري شخصا يهتم بك وبحاجاتك، ويرغب في العمل معك لتحقيق أهدافكما المشتركة.

تذكري دائما أن الزواج هو قرار كبير، ويجب أن يتم بعد الكثير من التفكير وصلاة الاستخارة، واستشارة أفراد العائلة والأصدقاء الذين تثقين بهم، وأخذ وقتك في هذا القرار، وعلى الله التوكل، لذلك استمري في دعاء الله أن يرزقك الزوج الذي هو خير لك.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات