ابني المراهق يريد الزواج ولكني أراه صغيرًا، ما نصيحتكم؟

0 33

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإخوة الأفاضل في موقع إسلام ويب -حفظكم الله-.

فوجئت بأن ابني الأوسط يريد الارتباط بفتاة، علما بأن عمره 17 سنة، وما زال يدرس، ويعاني من مشكلة صعوبة التعلم، ولكننا نجتهد معه قدر المستطاع. منذ حوالي شهر تكلم مع والدته، وقال لها: (أنا أحب فتاة، وتكلمت معها، وأريد خطبتها، وأريدك أن تبلغي أبي بذلك)!

سكتنا لفترة حتى نعرف ماذا نفعل في هذه المشكلة، وبعد فترة تكلم معي وقال لي: (أنا أحب هذه الفتاة وتكلمت معها ومع والدتها، وأحتاج أن أرتبط بها)، فنحن في حيرة ماذا نفعل في هذه المشكلة؟ علما بأن له أخا أكبر منه في المرحلة الجامعية.

نرجو الرد، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الأخ الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي ابننا، وأن يلهمه السداد والرشاد، وأن يقدر لكم وله الخير ثم يرضيكم به.

لا يخفى عليك أن وجود الشباب مع البنات يخلف مثل هذه الآثار، وداعي الفطرة بلا شك يتحرك في مثل هذه الأجواء، ونسأل الله أن يعين الشباب على تجاوز هذه الصعاب، وأن يعيننا كآباء حتى نيسر لهم الحلال، فإن الإسلام دعا إلى أن نيسر لهم أمر الزواج، قال العظيم سبحانه: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم}، وكأن قائلا وقف ليقول: من أين المال؟ ومن أين كذا؟ قال العظيم: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}.

فإذا كان هذا الابن قادرا على تحمل المسؤولية، ويمكن أن يقوم بهذا الواجب، أو كنتم أنتم كأسرة بالإمكان أن تساعدوه وتمدوه بما يحتاجه؛ فتلبية النداء هو الصواب، مهما كان عمر الإنسان، فعندما تتحرك مثل هذه الأفكار ينبغي أن يكون الحل أمامها واضحا، وليس أمامنا الآن إلا أن نكمل له المراسيم أو نقنعه بالانتظار بأسباب مقنعة، وفي هذه الحالة لا بد أن يتوقف هذا التواصل؛ لأن هذا التواصل الذي حدث -ثم أخبرتم به بعد ذلك- من الأمور التي قد يصعب التكهن بآثارها، إذا نحن لم نضع الأمور في طريقها الصحيح وفي نصابها، ولعل التواصل مع أسرة الفتاة والتعرف إليهم، وإتاحة الفرصة لهم للتعرف إليكم، كل هذا من الأمور الأساسية.

ولا يخفى عليكم أن مسألة وجود من هو أكبر منه؛ مسألة لا علاقة لها بهذا الأمر، فالناس يختلفون، والشباب يختلفون في احتياجهم إلى الزواج، بل أحكام الزواج تختلف، أحيانا يصبح واجبا إذا خشي الإنسان على نفسه من الفتنة، وقد يصبح بعد ذلك مندوبا إذا كان الأمر طبيعيا ويريد أن يعف نفسه، وقد يصبح حراما إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يقوم بأدواره ومسؤولياته ... إلى غير ذلك؛ فالزواج تعتريه كل الأحكام، وقد يكون مكروها، وبالتالي هذه الحالة أنتم أعلم بها.

ولذلك أرجو أن يدرس الموضوع دراسة شاملة، ويمكن أن تتواصلوا معنا بهذه التفاصيل:
- هل الأسرة تستطيع أن تعينه؟
- هل هو مؤهل للقيام بهذا الدور؟
- هل أسرة الفتاة متجاوبة؟
- هل هي مجرد علاقة عابرة أم أن المسألة تعمقت أكثر؟
- ما هي ردة الفعل المتوقعة في حال الرفض؟
- مستوى التدين عنده وعند الفتاة.
- قدرة الطرفين على تحمل المسؤوليات.

هذه الأمور أرجو أن تدرس وتنظروا فيها قبل أن تتخذوا القرار النهائي، وبإمكاننا أن نشارككم التفكير والوصول إلى الحل إذا وصلتنا إجابات وتوضيحات أكثر، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدم لشبابنا الخير ثم يرضيهم به.

مواد ذات صلة

الاستشارات