السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم على إتاحة الفرصة للتعبير عن معاناتي، متمنيا منكم أن ترشدوني، وتشخصوا حالتي.
قبل أشهر وصلني خبر موت أحد الأقرباء، فجأة أصبت بحالة ذعر، ومنذ ذلك اليوم وأنا أراقب أفكاري، أشعر أنني نصف مجنون، ونصف عاقل، شعور غريب جدا، مثلا إذا تكلمت أو فعلت أي شيء أراقب إحساسي، هل أحس كما كنت أحس قبل المرض، أحاول دائما أن أتأكد من صحتي العقلية، وهذه المراقبة أثرت علي بشيء من الذهول أو الغرابة، بمعنى: أقول إن الذي أفعله لا يفعله إنسان عاقل، وهذا ما يزيد من خوفي أنني سأجن.
أنا في صراع يومي، أحاول أن أسترجع شخصيتي القديمة، وشيء ما في داخلي يشعرني أنني متغير، أحس أنني تحت تأثير المخدرات، أحس أنه بقي لي ثانية على الجنون، أفكاري تظهر لي غير منطقية.
فكرة أن عندي مشكلة في عقلي متجذرة في تفكيري، أحس أنني لن أستوعب أو أفهم، مع أنني أستوعب جيدا، قرأت تقريبا كل الاستشارات، فلم أجد شيئا يشبهني، وهذا ما أخافني كثيرا، هل هذا نوع من القلق؟
علما أن بدايتي كانت على شكل قلق؟ هل سأصاب بشيء في عقلي إذا طال الأمر؟ وما هو تشخيصي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رمزي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك - أخي الفاضل - عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك سؤالك هذا الذي عبرت فيه عن نفسك بشكل واضح جدا، وهذا يدلني على أنك متمكن من أفكارك، وأنك متماسك ولله الحمد.
أخي الفاضل: نعم إن ما تعرضت له هو ما نسميه (صدمة نفسية) عندما تلقيت وفاة أحد الأقرباء بشكل فجائي، وواضح من سؤالك أن هذا جعلك تشعر بالرهبة أو الذعر، ولذلك بدأت تشك في نفسك وفي ذهنك، وفي قدراتك النفسية، وبصحتك النفسية.
أخي الفاضل: طالما أن هذا الذي حدث عندما أخبرت بهذا الخبر من عدة أشهر؛ فربما لأن الأمر لم يمض عليه وقت طويل، عادة عندما يسمع الناس أخبارا صادمة كهذه يمكن أن يعانوا من شيء من القلق والتوتر، والذي يستمر من ستة إلى تسعة أشهر.
فنصيحتي أولا: أن تطمئن نفسك أنك -ولله الحمد- في صحة وعافية، وليس لديك اضطراب أو مرض نفسي إلا شيء من القلق والتوتر، من سماع هذا الخبر، خبر وفاة القريب لك، هذا أولا.
ثانيا: لا أعتقد أنك في حاجة - في هذه المرحلة على الأقل - من الذهاب للعيادة النفسية، وإنما أن تشغل وقتك بشيء إيجابي، وخاصة ثلاثة أمور: التغذية المناسبة، وساعات النوم الكافية، وممارسة الرياضة، أو أي نشاط بدني، وخاصة أنك شاب في الثلاثين من عمرك، طبعا كل هذا مع اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالصلاة والدعاء، ليطمئن قلبك، {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
وأخيرا: إذا طالت معاناتك بعد تسعة أشهر أو سنة، فيمكن عندها أن تراجع أحد الأطباء في مدينتك، والطبيب سيقوم بفحص حالتك الصحية، وقد يطلب منك القيام ببعض الاختبارات والفحوصات لمعرفة سبب هذا القلق المستمر.
أدعو الله تعالى لك براحة البال والاطمئنان وتمام الصحة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.